للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجميعَ باليقينِ والاعتقادِ الجازمِ بنسبةِ ما يحققُهُ إلى صاحبِهِ؛ لما في هذا مِنْ براءةِ الذمَّةِ، ووضع الأمور في نصابِها، ويحصلُ هذا اليقينُ عند توافرِ مخطوطاتٍ مختلفة في أزمنةٍ متعدِّدةٍ بأقلامِ ثقاتٍ مرموقينَ في عالمِ المعرفةِ.

ثالثًا: لم يكنِ اختيارُ "السقيفةِ" لتعريب فهرسِ المكتبةِ الوطنيةِ النمساويَّةِ اختيارًا عشوائيًّا، بل لأنَّهُ يضمُّ نفائسَ لا توجدُ في غيرِهِ، وكنوزًا لا تقدَّرُ بثمنٍ؛ إذْ تحوي المكتبةُ أكثرَ مِنْ أربعينَ مخطوطةً بأقلامِ المؤلفينَ أنفسِهِمْ، وهمْ مِنَ العلماءِ الأقدمينَ الراسخينَ الذينَ لهمْ طولُ باعٍ في الميدانِ العلميِّ.

رابعًا: نطمحُ مستقبلًا بعدَ أنْ يقطعَ التعريبُ شوطًا كبيرًا في هذا المضمارِ، وبالتعاونِ معَ جهودِ الآخرينَ. . أنْ تتأسَّسَ "قاعدةُ بياناتٍ" كبرى للمخطوطاتِ العالميَّةِ التي تتجاوزُ مئاتِ الأُلوفِ، ويتمَّ إفرازُها آنذاكَ عبرَ الحاسوبِ لتصنيفِها بحسَبِ موضوعاتِها.

وحينئذٍ يستطيعُ الباحثُ أنْ يحيطَ علمًا بمعظمِ مخطوطاتِ الموضوعِ الذي يريدُ تحقيقَهُ وما عليهِ بعدَ ذلكَ إلَّا ركوبُ مطيةِ العزيمةِ للتحقيقِ؛ لأنَّ العقبةَ الكبرى قدْ أذابتْها القاعدةُ الفهرسيَّةُ التي نصبو إلى تأسيسِها، وهذا وإنْ كانَ سيتطلَّبُ سنينَ متتابعةً ولا يتمُّ إلا بجهودٍ متكاتفةٍ؛ إلَّا أن المثلَ يقولُ: (كلُّ ما هو آتٍ. . قريبٌ).

واللَّهَ تعالى نسألُ أنْ يمنحَنا التوفيق ويجنِّبَنا التعويقَ

وأخيرًا: فها هي "سقيفةُ الصفا العلميةُ" تستفتحُ هذا الصرْحَ الفهرسيَّ بتعريبِ فهرسِ المكتبةِ الوطنيّةِ النمساويةِ تعريبَ الأستاذِ محمَّدٍ عايشٍ، وهو مشتملٌ على آلافِ المخطوطاتِ النفيسةِ عربية وإسلاميةً، وها نحنُ نزفُّهُ إلى العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ؛ ليقتطفَ مِنْ أزاهيرِهِ وثمارِهِ، وينعمَ بتقريبِهِ، ويكونَ من سمَّارِهِ، كما تطمحُ "السقيفةُ" إلى مواصلةِ السيرِ في هذا المضمارِ حتَّى تتحقَّقَ أهدافُها، وأوَّلُ الغيث قطرٌ ثمَّ ينسكبُ.

الناشر

غرة محرم الحرام ١٤٢٩ هـ

<<  <   >  >>