إنَّ "سقيفةَ الصفا العلميةَ" ذاتُ اتجاهات متنوعةٍ للسيرِ في الميدانِ العلميِّ، وكلُّها ترمي إلى رفعِ مَشْعَلِ الثقافةِ، وخدمةِ التراثِ الفكريِّ؛ فهيَ تؤازرُ المراكزَ العلميةَ، وتقوِّي مناراتِ المعرفةِ، وتؤيِّدُ تعبيدَ المسالكِ للباحثينَ؛ ليتسنَّى لهمْ في يسْرٍ وسهولةٍ القيامُ بتحقيقِ الكنوزِ الأثريَّةِ لعالمِنا العربى بصورةٍ خاصَّةٍ، والإسلاميِّ على وجْهِ العمومِ؛ للاطلاعِ على مكنوناتِها والاستفادةِ منها.
ولمَّا كانَ الكثيرُ من أصولِنا التراثيَّةِ متفرقة في دولِ العالمِ، ولاسيَّما العالمُ الغربيُّ، وكانَ من الصعوبةِ بمكانٍ إحاطةُ الباحثينَ بهذهِ الأصولِ في مختلفِ المكتباتِ العالميَّةِ؛ لأنَّ فهارسَهم وإنْ توافرت فإن اللغةَ الأجنبيَّةَ قدْ تقفُ عائقًا كبيرًا أمامَ الباحثينَ والمهتمِّينَ بالتراثِ، والمتطلِّعينَ إلى النهَلِ من معينِ هذهِ الكنوزِ.
لذا ارتأتِ "السقيفةُ العلميَّةُ" أنْ تتجهَ في خطوتِها الأولى في هذا الميدانِ إلى تعريبِ الفهارسِ للمكتباتِ الأجنبيةِ؛ لأنَّ هذه الخطوةَ وإنْ كانتْ خطوةً أوَّليَّةً إلَّا أنَّها تعتبرُ أُسَّ الصرْحِ المستقبليِّ المتكاملِ بإذنِ اللَّهِ تعالى لخدمةِ هذا التراثِ، ولا شك أنَّهُ يوفِّرُ للباحثينَ والمستفيدينَ الخدماتِ التاليةَ:
أوَّلًا: يطلعُ الباحثينَ الأكاديميينَ وغيرَهم من المهتمِّينَ بتحقيقِ التراثِ على أماكنِ وجودِ آلافِ المخطوطاتِ النفيسةِ عربيةً وإسلاميَّةً، وتمكِّنُهُمْ بدونِ كبيرِ عناءٍ مِنَ العثورِ على المطلوبِ، والوصولِ إلى ما يريدونَ مِنَ الأصولِ الخطيَّةِ والمخطوطاتِ الثمينةِ.
ثانيًا: يهبُ الباحثَ الذي يهدفُ إلى تحقيقِ مخطوطةٍ ما القدرةَ السريعةَ على تتبُّعِ أماكنِها في هذهِ الفهارسِ؛ لكي يحصلَ على أكثرَ مِنْ مخطوطةٍ تمكِّنُهُ مِنَ التحقيقِ العلميِّ لهذ التراثِ الفكريِّ على الوجهِ الصحيحِ، ويرفدُ