من كان؛ على أننيمنذ ثلاث لم أذق ذواقا ". قال الراهب: " لك ذلك ". فنزل من صومعته، وأكل ما أحب وشرب، ثم دخل مع أبي بكر بيتاً، وغُلِّق الباب عليهما، والصوفية والرهبان يرصدونهما، لا يُسمع لهما حسٌّ أربعين يوماً. فلما كان في اليوم الحادي والاربعين سمعوا حسحسة الباب، وقد تعلق أحد به، ففتحوا، فإذا الراهب قد تلف جوعاً وعطشاً، وإذا هو يستغيث بهم إشارةً، فأسقوه، واتخذوا له حريرة، فصبوها في حلقه، والفرغاني ينظر إليهم. فلما رجعت أليه نفسه، قال: " أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ". ففرح الفرغاني بذلك، وجعل يتكلم على من في الدير، من النصارى، حتى أسلموا عن آخرهم. وقدم بغداد ومعه الراهب، ومن أسلم من أولئك النصارى ".
وقال الفرغاني:" جاءتني مائة دينار من العراق ميراثاً، فجعلت أفرقها على المستورين، فقالت لي زوجتي: " تفرق هذه الدنانير، وتردنا إلى الفقر؟! "، فقلت: " ما أبيع مذهبي بمائة دينار "، قالت: " فاجعل لابنك عشرين ديناراً، فإن عاش كانت له، وإلا صارت لمن هو له! ". قال: فأعطيتها ما طلبت.
ثم قدم علي نفسان من أخواني، فاشتغل قلبي بهما، فأعطيتهما منها دينارين،