سارت مشرِّقة وسرت مغرّباً ... شتان بين مشرّق ومغرّب
وقد كان مشركو قريش يكنون أبا جهل بأبي الحكم فغيّر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وكناه بأبي جهل.
وهكذا يقال في أعداء الله تعالى من أهل الهيئة الجديدة وأشباههم من الفلاسفة المشركين أنهم أهل الجهل لا أهل الحكمة لأن صفة الجهل هي المطابقة لحالهم على الحقيقة فوصفهم بذلك هو الذي يليق بهم كأبي جهل.
وقد قال الله تعالى (ويؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).
والحكمة هي ما أنزله الله على أنبيائه الكرام من العلم النافع. قال الله تعالى مخاطبا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم).
وقال تعالى بعد ذكر الأوامر والنواهي في أول سورة الإسراء:(ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة) قال البغوي وكل ما أمر الله به أو نهى عنه فهو حكمة.
وقال تعالى (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) وآل إبراهيم هم الأنبياء بعده.
وقال تعالى في ذكر عيسى عليه الصلاة والسلام (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل).
وإذا كانت الحكمة منزلة على الأنبياء فلورثتهم وهم العلماء العاملون حظ منها كل بحسبه. قال الله تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة). وفي الحديث الصحيح عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» رواه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي والشيخان والنسائي وابن ماجه.
فأما الفلاسفة المشركون فهم أعداء الأنبياء وليس لهم من الحكمة الموروثة عن الأنبياء حظ ولا نصيب البتة وبسبب كفرهم وعنادهم فقد أوتوا شراً كثيراً وجهلاً عظيماً, ومع هذا يزعمون ويزعم المقلدون لهم أنهم من أهل الحكمة ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون.