للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى قول أهل الهيئة الجديدة تكون الشمس أعظم مما بين السماء والأرض, وهذا لا يشبه كلام العقلاء وإنما هو هذيان يشبه كلام المجانين.

ونقول أيضاً من الذي ذهب من أهل الهيئة الجديدة أو غيرهم إلى الشمس وقاسها وعلم مقدارها وما بينها وبين الأرض من التفاوت العظيم في الكبر, وإذا كان هذا ممتنعاً في حق البشر فمن أين لهم العلم بقدرها على الوجه الذي حددوه تحديد من ذهب إليها وقاسها أو من كان معه نص عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم يطابق ما قاله.

وأيضاً فهذه الأرض التي خلقوا منها وعاشوا عليها لم يطلعوا عليها كلها مع كثرة طوافهم فيها وكثرة ما لديهم من وسائل الاكتشاف.

وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز عن ياجوج وماجوج. وعن سد ذي القرنين الذي بناه دونهم وأخبر أنهم يخرجون في آخر الزمان. وكذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم في عدة أحاديث وأخبر أنهم يخرجون في آخر الزمان فيحصرون المسلمين فيدعو عليهم نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام وأصحابه فيهلكهم الله تعالى وهم من بني آدم بلا خلاف. ومع هذا لم يطلع عليهم ولا على سد ذي القرنين أحد من هؤلاء الكذابين الذين يزعمون مقدار الشمس والقمر وغيرهما من الأجرام العلوية ويعلمون ما فيها من المواد.

وكذلك قد جاء في حديث تميم الداري رضي الله عنه أن الدجال موثق بالحديد في بعض جزائر البحر. وقد حدث تميم رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر الناس بذلك. ومع هذا لم يطلع على الدجال أحد بعد أهل السفينة الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

فيقال للذين يزعمون أنهم اكتشفوا على الأجرام العلوية وعلموا موادها ومقاديرها إنكم قد عجزتم عن اكتشاف جميع الأرض التي خلقتم منها وعشتم فيها فأنتم عن اكتشاف الأجرام العلوية أعجز وأعجز ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:

أطلاب النجوم احلتمونا ... على خبر أدق من الهباء

علوم الأرض لم تصلوا إليها ... فكيف وصلتم خبر السماء

والكلام في مقادير الأجرام العلوية وأبعادها وموادها وما جعل الله فيها يحتاج إلى

<<  <   >  >>