وإذا كان كل من الشمس والقمر والنجوم في السماء فلِمَ ظهرت هذه الشمس وحدها واختفت شموس أهل الهيئة الجديدة مع أنهم يزعمون أن كلا منها أكبر من هذه الشمس. فهذا مما يدل على بطلان قولهم.
وروى الإمام أحمد والشيخان والدارمي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة» الحديث وقد رواه الترمذي مختصراً وقال هذا حديث صحيح.
وروى مسلم أيضاً من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما نحوه موقوفاً. ورواه الإمام أحمد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده إسناد مسلم.
وروى الإمام أحمد أيضاً والترمذي والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه أيضاً وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
وروى الطبراني أيضاً في الأوسط عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال الهيثمي وإسناده صحيح وفي هذه الأحاديث دليل على أن أعظم كوكب في السماء لا يبلغ نوره مثل نور القمر فضلا عن ضوء الشمس ولهذا تكون الزمرة الأولى من أهل الجنة على صورة القمر وتكون الزمرة الثانية على أشد كوكب في السماء إضاءة.
ولو كان الأمر على ما يزعمه أهل الهيئة الجديدة من كون النجوم الثوابت شموساً مثل هذه الشمس أو أكبر منها لكانت الزمرة الثانية من أهل الجنة أفضل من الزمرة الأولى وأعظم نوراً منهم بكثير. وهذا باطل قطعاً والأحاديث الصحيحة ترده.
وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إذا كان يوم القيامة قامت ثلة من الناس يسدون الأفق نورهم كالشمس فيقال النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي فيقال محمد وأمته ثم تقوم ثلة أخرى تسد ما بين الأفق نورهم مثل كل كوكب في السماء فيقال النبي الأمي فيتحشحش لها كل نبي» الحديث قال الهيثمي رجاله وثقوا.