وقد أخرجه المؤلف من طريق أبي يعلى، ولعله في مسنده الكبير، فقد عزاه إليه ابن القيم في حادي الأرواح (ص ٢٩٧)، وساقه كما هو عند المؤلف. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ٣/ ٨٣٨ (٣٨٧)، من طريق أبي عاصم به. قلت: وهذا جزء من حديث الصور المشهور، وقد أخرجه عدد من الأئمة مطولاً، ومفرقاً من طريق إسماعيل بن رافع، ولكنه اضطرب فيه جداً، ورواه على عدة أوجه: ١ - فمرة رواه عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة: وقد أخرج روايته هذه أبو يعلى ومن طريقه المؤلف، وابن عساكر، و أبو الشيخ كما تقدم. ٢ - ورواه مرة أخرى عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة: أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال (٥٥)، من طريق إبراهيم بن عيينة. والمروزي في تعظيم قدر الصلاة ١/ ٢٨٣ (٢٧٣)، عن عبدة بن سليمان. والبيهقي في البعث والنشور (٦٦٩)، وفي شعب الإيمان ١/ ٣٥٣، من طريق أبي عاصم. والبيهقي في البعث والنشور (٦٦٨)، من طريق مكي بن إبراهيم. كلهم عن إسماعيل به. ٣ - ورواه مرة ثالثة عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة: أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال (٨٤)، من طريق أبي عاصم، عن إسماعيل بن رافع به. ٤ - ورواه عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة: أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ١/ ٨٤ (١٠)، عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل به. ٥ - ورواه عن محمد بن يزيد، عن محمد بن كعب، عن أبي هريرة: أخرجه أبو الشيخ في العظمة ٣/ ٨٢١ (٣٨٦)، من طريق عبدة بن سليمان، عن إسماعيل به. ٦ - ورواه عن محمد بن يزيد، عن أبي هريرة: أخرجه أبو الشيخ في العظمة ٣/ ٨٣٩ (٣٨٨)، من طريق عبدة بن سليمان، عن إسماعيل به. ٧ - ورواه عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة: أخرجه الطبري في تفسيره ١٨/ ١٣٢، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل به. ٨ - ورواه عن يزيد بن زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة: أخرجه الطبري في تفسيره ٣/ ٦١١، وفي ٢٠/ ٣٣، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل به. ٩ - ورواه عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة: أخرجه العقيلي ٤/ ١٤٧، والرافعي في التدوين ١/ ١٨٧، من طريق مكي بن إبراهيم. وابن عدي ٦/ ٢٢٧٠، من طريق الوليد بن مسلم. كلاهما عن إسماعيل به. ١٠ - ورواه عن من ذكره، عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة: أخرجه الطبري في تفسيره ١٩/ ٤٥١، ٤٥٢، من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل به. ١١ - ورواه مرة عن محمد بن كعب القرضي، عن أبي هريرة: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٢٨ - ٢٩٣٢ (١٦٦٢١، و ١٦٦٢٧ - ١٦٦٢٩)، وأبو موسى المديني في الطوالات (كما في البداية والنهاية ١٩/ ٣١٣)، من طريق محمد بن شعيب، عن إسماعيل، به. ١٢ - وروا عن محمد بن كعب القرضي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة: أخرجه الطبري في تفسيره ١٨/ ١٣٤، من طريق ابن جريج. والثعلبي في تفسيره ٧/ ٢٢٧، من طريق أبي عاصم. كلاهما عن إسماعيل به. قلت: ومداره في هذه الأوجه على إسماعيل بن رافع، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه، كما تقدم مما يزيد الحديث ضعفاً، وإلى هذا أشار غير واحد من الأئمة، وحكموا على هذا الحديث بالضعف: قال البخاري: «لا يصح» (التاريخ الكبير ١/ ٢٦٠، الأوسط ٢/ ٦٣). وقال ابن كثير في تفسيره ٣/ ٢٨٧: «هذا حديث مشهور، وهو غريب جداً، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة، تفرد به إسماعيل بن رافع قاصّ أهل المدينة، وقد اُختلف فيه؛ فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه، ونص على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة، كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم من قال فيه: هو متروك، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر، إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء. قلت القائل ابن كثير: وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة قد أفردتها في جزء على حدة، وأما سياقه فغريب جداً، ويقال إنه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقاً واحداً، فأنكر عليه بسبب ذلك. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفاً قد جمع فيه كل الشواهد لبعض مفردات هذا الحديث، فالله أعلم». وتكلم عليه بنحو هذا الكلام في البداية والنهاية ١٩/ ٣١٠، وما بعدها. وقال ابن القيم في حادي الأرواح (ص ١٧٣): «هذا قطعة من حديث الصور الطويل، ولا يعرف إلا من حديث إسماعيل بن رافع، وقد ضعفه أحمد ويحيى وجماعة، وقال الدارقطني وغيره: متروك الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر، وأما البخاري فقال فيه ما حكاه الترمذي عنه قال: سمعت محمدا يقول فيه: هو ثقة مقارب الحديث. قلت: ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الأحاديث الصحيحة لم يلتفت إلى روايته وأيضاً فالرجل الذي روى عنه القرظي لا يدري من هو». و قال في موضع آخر (ص ٢٩٨): «وقال لي شيخنا أبو الحجاج الحافظ: هذا الحديث مجموع من عدة أحاديث، ساقه إسماعيل أو غيره هذه السياقة، و شرحه الوليد بن مسلم في كتاب مفرد، و ما تضمنه معروف في الأحاديث و الله اعلم». وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ١١/ ٣٧٦ (٦٥١٨): «ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه؛ فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل مبهم، ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة، وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا، وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضاً في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي، واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أن الشامي أضعف منه، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان، وقد قال الدارقطني إنه متروك يضع الحديث، وقال الخليلي: شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه، وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في حديث الصور: جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقاً واحداً وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه، وتبعه القرطبي في التذكرة، وقول عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعفه قبله البيهقي». وقال الحافظ ابن حجر أيضاً في المطالب ٣/ ٣٠٠: «هذا إسناد ضعيف». وقال السيوطي في الإتقان ٢/ ٥٣٩: «ومداره على إسماعيل بن رافع قاص المدينة، وقد تكلم فيه بسببه، وفي بعض سياقه نكارة».