للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
رقم الحديث:

[ذكر فرح الحور العين بأزواجهن]

٤٢ - قرئ على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الصوفي، ونحن نسمع ببغداد، أخبركم والدك أبو منصور علي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن هًزارمَرد الصَّريفيني (١)، أخبرنا عبد الله بن محمد بن حَبَابة، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي، أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي قال: ذكر النار فعظّم أمرها، ذكراً لا أحفظه، قال: «﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾ (٢) حتى إذا انتهوا إلى باب من أبوابها، وجدوا عنده شجرة تخرج من تحت ساقها عينان تجريان، فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به، فشربوا منها، فأذهبت ما في بطونهم من قذى أو أذى أو بأس، ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها، فجرت عليهم نضرة النعيم، ولم تغبرّ أشعارهم بعدها أبداً، و لا تشعث رءوسهم، كأنما دهنوا بالدهان، ثم انتهوا إلى الجنة فقالوا: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (٣) ثم تلقاهم الولدان يُطيفون بهم كما يُطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم عليهم من غيبته، يقولون له: أبشر بما أعدّ الله يعني لك من الكرامة.

ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول: جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا. قالت: أنت رأيته؟ قال أنا رأيته، وهو


(١) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨/ ٣٣٠، وهو راوي كتاب الجعديات عن ابن حبابة.
(٢) الزمر (٧٣).
(٣) الزمر (٧٣).