وأخرجه العقيلي ٢/ ٣٠١ ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٤٤٩ (١٥٥٣)، والطبراني في الأوسط ٩/ ٣٧٦ (٨٨١١) وعنه أبو نعيم في صفة الجنة ٢/ ٥٦ (٢١٥)، وفي الحلية ٧/ ٩٠، وتمام في فوائده (الروض البسام ٥/ ٢٣٠ (١٧٨٥))، وابن جميع في معجم شيوخه (ص ٧٣)، كلهم من طريق مقدام بن داود. وأخرجه ابن عدي ٤/ ١٥٣٣، من طريق محمد بن عبد الله البرقي. كلاهما عن عبد الله بن المغيرة به. وقال العقيلي: «عبد الله بن المغيرة كان يخالف في بعض حديثه، ويحدث بما لا أصل له، فمن حديثه الذي يخالف فيه … »، وذكر له هذا الحديث. وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة». قلت: لم يتفرد به ابن المغيرة، فقد تابعه جماعة، ولكن في ثبوت هذه المتابعات نظر: فقد أخرجه البزار (كشف الأستار ٤/ ١٩٣ (٣٥١٧))، والبيهقي في البعث والنشور (٤٨٥)، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن الثوري به مرفوعاً. وذكره ابن أبي حاتم في العلل ٢/ ٢١٩ (٢١٤٧)، من رواية الفريابي به. وقال البزار: «لا نعلم أسنده من هذا الطريق إلا سفيان الثوري، ولا عنه إلا الفريابي». قلت: والفريابي متكلم في روايته عن الثوري، ومضعف فيه.، كما في ترجمته في التهذيب ٩/ ٥٣٥. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٤/ ١٨٣ (٤٧٤٥)، وفي البعث (٤٨٤)، وفي الآداب (٩٧٤) ومن طريقه الذهبي في تذكرة الحفاظ ٢/ ٦٠٢، وأبو عثمان النجيرمي في الفوائد (٢/ ٢/ ٢) كما في السلسلة الصحيحة ٣/ ٧٥، من طريق عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي، عن عبد الله بن هاشم، عن معاذ بن معاذ، عن الثوري به. وقال النجيرمي: «قال عبد الله بن حامد: قلت لعبد الله الشرقي: كيف وقع هذا الحديث؟ فقال: إن عبد الله بن هاشم كُفَّ بصره، فلُقن هذا الحديث فتلقن». وقال البيهقي في الآداب: «هذا الحديث غريب بهذا الإسناد». قلت: ويضاف إلى ذلك أن الشرقي ضعيف، كما في اللسان ٣/ ٣٤١. وأخرجه البيهقي في البعث (٤٨٧)، وأبو عثمان النجيرمي في الفوائد (٢/ ٢/ ٢) كما في السلسلة الصحيحة ٣/ ٧٦، من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، عن عبد الله بن جبلة بن أبي رواد، عن الثوري به. ولكن وقع في السلسلة (عبد الله بن حيان)، ولعله اشتبه على الشيخ ﵀ رسم الكلمة لتقاربهما. قلت: وفيه عبد الله بن جبلة، قال الأزدي: متروك، كما في اللسان ٣/ ٢٦٦. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٤٤٩ (١٥٥٤)، من طريق عبد الله الشرقي، عن فطر بن إبراهيم، عن الحسين بن الوليد، عن الثوري به. قلت: والشرقي تقدم أنه ضعيف، وفطر بن إبراهيم، لم أقف له على ترجمة. وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين ٣/ ٣٦ (٣٥٣)، و ٣/ ٢٥٣ (٤٧٧)، وأبو الحسن الحربي في الحربيات (٢/ ٤٧/ ١٢) كما في السلسلة الصحيحة ٣/ ٧٤، من طريق النضر بن هشام، عن الحسين بن حفص، عن الثوري به. وقال أبو الشيخ: «لم يرو هذا الحديث عن الحسين بن حفص غير النضر». قلت: والحسين صدوق من رجال التقريب، ولكنه معدود في الطبقة الرابعة من أصحاب الثوري، كما في التراجم الساقطة من كتاب إكمال تهذيب الكمال (٦٨). والنضر: صدوق كما في الجرح ٨/ ٤٨١. ومما سبق يتبين أن جميع هذه الطرق في ثبوتها عن الثوري نظر، وأقواها الطريق الأخيرة، ولكن راويها خولف كما سيأتي. وقد خالف من تقدم غير واحد من الثقات، وبعضهم من أوثق أصحاب الثوري؛ فرووه عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن النبي ﷺ، مرسلاً: أخرجه ابن المبارك في الزهد من رواية نعيم (٢٧٩). وعبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (٤٣)، من طريق جرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح. والعقيلي ٢/ ٣٠١، من طريق قطبة بن العلاء، وعبيد الله بن موسى. والبيهقي في البعث (٤٨٦)، من طريق قيصة بن عقبة. وتابعهم: الأشجعي، ومخلد بن يزيد، ذكر ذلك العقيلي ٢/ ٢٠٣. كلهم عن الثوري به. وتوبع الثوري عليه: أخرجه عبد الملك بن حبيب في وصف الفردوس (٢٥١)، عن عبد الله بن نافع، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، نحوه مرسلاً. قلت: ورواة الوجه الثاني المرسل أوثق، وبعضهم من أوثق أصحاب الثوري، مثل ابن المبارك، ووكيع. وعليه فالراجح عن الثوري هو الوجه الثاني المرسل. وهو ما ذهب إليه أبو حاتم، فقد سأله ابنه عن الرواية الموصولة، كما في العلل ٢/ ٢١٩ (٢١٤٧)، فقال: «الصحيح: ابن المنكدر عن النبي ﷺ، ليس فيه: جابر». والله أعلم. وإسناده من هذا الوجه الراجح ضعيف، لأنه مرسل. وله طريق أخرى عن ابن المنكدر: فقد أخرجه الخطيب في الموضح لأوهام الجمع ١/ ٤٦٧، وأبو نعيم في صفة الجنة ١/ ١٢٦ (٩٠)، من طريق أبي عصمة نوح بن أبي مريم، عن محمد بن المنكدر به. وإسناده ضعيف جداً، نوح متهم بالكذب، ورماه بعضهم بالوضع. وله طريق ثالثة ستأتي عند المؤلف، ولكنها ضعيفة أيضاً.