١ - جيل الصحابة كان جيل رواية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أو عن بعضهم البعض، وإن كان ظهور الدراية فيهم أكثر.
٢ - جيل التابعين كان جيل رواية ودراية، وكانت الدراية فيه كثيرة.
٣ - جيل أتباع التابعين كان جيل دراية، وإن كانت الرواية فيه كثيرة جدّاً.
٤ - ما بعد جيل أتباع التابعين كان جيل رواية، ولم يظهر فيه مفسر صاحب اختيار، حتى ظهر ابن جرير الطبري (ت٣١٠هـ)، وكان بداية عهد جديد للتفسير، وبه برز المفسر الناقد والمرجح بين الأقوال.
قوله:(ثم إن محمد بن جرير الطبري جمع أقوال المفسرين، وأحسن النظر فيها).
كان منهج الطبري (ت٣١٠هـ) يقوم على جمع الروايات، ثم الترجيح بينها إن كان المقام يحتاج إلى ترجيح، وكتابه أفضل كتب التفسير في المادة التطبيقية على فهم المعنى، والترجيح بين الأقاويل المختلفة في التفسير؛ لأن جُلَّ الكتاب مبني على التفسير، ولا يكثر من المسائل العلمية التي تكون ملتصقة بالآية والمشكلات وغيرها.
قوله:(وممن صنف في التفسير أشياء أبو بكر النقاش والثعلبي والماوردي، إلا أن كلامهم يحتاج إلى تنقيح، وقد استدرك الناس على بعضهم).
محمد بن الحسن أبو بكر النقاش (ت٣٥١هـ) كان عالماً بالقراءات والتفسير، وكان أول أمره يتعاطَى نقش السقوف والحيطان فسُمي النقاش، أما كتابه فاسمه:«شفاء الصدور في تفسير القرآن»، وهو مختصر من كتابه «مختصر التفسير»(١)، قال النقاش في تفسير قوله تعالى:
(١) قال النقاش في مقدمة تفسيره: «فصرفت عنايتي، وشغلت همتي لتفسير مختصر، فيه بغية العالِم، وفائدة المتعلِّم، وحذفتُ منه الطُّرق والأسانيد؛ لأنا أودعنا ذلك =