قال المصنف رحمه الله: الباب الحادي عشر: في إعجاز القرآن وإقامة الدليل على أنه من عند الله عزّ وجل ويدل على ذلك عشرة وجوه:
الأول: فصاحته التي امتاز بها عن كلام المخلوقين.
الثاني: نظمه العجيب وأسلوبه الغريب من مقاطع آياته وفواصل كلماته.
الثالث: عجز المخلوقين في زمان نزوله وبعد ذلك إلى الآن عن الإتيان بمثله.
الرابع: ما أخبر فيه من أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية، ولم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم تَعَلَّمَ ذلك ولا قرأه في كتاب.
الخامس: ما أخبر فيه من الغيوب المستقبلة فوقعت على حسب ما قال.
السادس: ما فيه من التعريف بالبارئ جل جلاله، وذكر صفاته وأسمائه، وما يجوز عليه وما يستحيل عليه ودعوة الخلق إلى عبادته وتوحيده، وإقامة البراهين القاطعة، والحجج الواضحة، والرد على أصناف الكفار، وذلك كله يعلم بالضرورة أنه لا يصل إليه بشر من تلقاء نفسه، بل بوحي من العليم الخبير، ولا يشك عاقل في صدق من عرف الله تلك المعرفة، وعظَّم جلاله ذلك التعظيم ودعا عباد الله إلى صراطه مستقيم.
السابع: ما شرع فيه من الأحكام، وبيَّن من الحلال والحرام، وهدى إليه من مصالح الدنيا والآخرة، وأرشد إليه من مكارم الأخلاق، وذلك غاية الحكمة وثمرة العلوم.