للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النوع الأول: أن يكون بين المعنى على الوقف الاول والمعنى على الوقف الثاني تداخل بحيث يدخل أحدهما في معنى الآخر، فيُكتفى بالأعم منهما في هذه الحالة، ويسقط التعانق.

النوع الثاني: أن يكون بين المعنى على الوقف الاول والمعنى على الوقف الثاني اختلاف تضادُّ، فيسقط أحدهما لأجل التضاد.

النوع الثالث: أن يكون بين المعنى على الوقف الاول والمعنى على الوقف الثاني اختلاف تنوع، وذلك هو الذي يصلح لأن يكون وقف التعانق، وسأذكر مثالاً يوضح كل نوع.

مثال النوع الأول الذي يقع فيه تداخل في المعنى:

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: ٢]، التعانق على لفظ {فِيهِ}، ووجه الوقفين كالآتي:

الوقف الأول: أن تقف على جملة {لاَ رَيْبَ}، ثم تبتدئ {فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ}، ويكون في هذا الوقف المعاني الآتية:

١ - حذف خبر {لاَ} ويُقدَّر من مثل ما بعدها، وهو شبه الجملة {فِيهِ}، ويكون المعنى: ذلك الكتاب لا ريب فيه. فيه هدى للمتقين.

٢ - أن قوله: {فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ} يدل على أنه يوجد فيه الهدى للمتقين.

الوقف الثاني: أن تقف على {لاَ رَيْبَ فِيهِ}، ثم تبتدئ {هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ}، وهذا الوقف هو الأرجح لأمور:

الأول: أن الوقف على {فِيهِ} يجعل جملة {هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ} مستقلة بمعنى جديد أبلغ مما لو كانت {فِيهِ} بعضاً من الجملة، وهذا المعنى هو كون القرآن كله هدى.

الثاني: أن كون القرآن هدى للمتقين يشهد له القرآن، وهو متكرر فيه في أكثر من موطن، مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً

<<  <   >  >>