الثالث: أن لفظ {لاَ رَيْبَ} لم تجئ في القرآن بلا خبر، بل كل ورودها في القرآن يكون بخبر، وهو: فيه، ولذا يترجح هنا كون {فِيهِ} خبراً للا ريب.
كما أن الجملة إذا دارت بين التقدير وعدمه حُمِلَت على عدم التقدير لأنه أكمل، فالوقف الأول يحتاج إلى تقدير {فِيهِ}، والوقف الثاني يجعل {فِيهِ} الظاهر هي الخبر، ولا يحتاج إلى تقدير.
الرابع: أن تفسير السلف جاء على أنَّ {فِيهِ} متعلقة بـ {لاَ رَيْبَ}، حيث اتفقت كلمتهم على تفسير {لاَ رَيْبَ فِيهِ}: لا شكَّ فيه.
الخامس: أن المعنى على الوقف الأول جزء من المعنى على الوقف الثاني، فالقرآن ـ على الوقف الأول ـ فيه هدى، ولا يلزم أن يكون كله هدى، وعلى الوقف الثاني يكون كله هدى، وهذا أبلغ.
وإذا كان ذلك كذلك، فلا حاجة للوقف على {لاَ رَيْبَ}؛ لأنها لا تكون جملة صالحة للوقف على ما ذكرت لك، والله أعلم.