للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقلما يذكر المذهب الحنبلي (١).

فمثلا يقول في حكم تارك الصلاة: واختلف في تارك الصلاة عامدا حتى يفوت وقتها بغير عذر، فقال إبراهيم النخعي، وأيوب السجستاني، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق: هو كافر. وقال مالك، وحماد بن زيد، ووكيع، والشافعي، ومكحول: يستتاب ثلاثا، فإن صلى في الثلاث، وإلا قتل، وقال الزهري، والنعمان: إن كان إنما تركها لأنه ابتدع دينا غير الإسلام، قتل وإن كان إنما هو فاسق، ضرب ضربا مبرحا، وسجن. وروى عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ والْكُفْرِ أَوْ الشِّرْكِ إِلاَّ تَرْكُ الصَّلاَةِ" (٢)، وصلى عمر رضي الله عنه وجرحه يثعب دما حين طعن، وقال: لاحظَّ في الإسلام لأحد ترك الصلاة (٣). وقال علي رضوان الله عليه، وابن عباس: مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَهُوَ كَافِرٌ (٤)


(١) الأندونيسي، مرجع سابق، ص ١٣١، ١٣٨، ٥٨٦.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، ١/ ٨٨، رقم الحديث ٨٢. ولم أقف عليه بلفظ المصنف وذكر الدارمي نحوه، فقال: لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ -أَوْ بَيْنَ الْكُفْرِ- إِلاَّ تَرْكُ الصَّلاَةِ. سنن الدارمي كتاب الصلاة، باب: في تارك الصلاة، ص: ٣١٥، رقم الحديث ١٣٦٠. والحديث رواه جمع، وألفاظه متقاربة.
(٣) موطأ مالك، كتاب الطهارة، باب العمل فيمن غلبه الدم من جرح أو رعاف، ١/ ١٨، رقم الحديث ٥١. ولفظه أن المسور بن مخرمة "دخل على عمر بن الخطاب من الليلة التي طعن فيها، فأيقظ عمر لصلاة الصبح، فقال عمر: «نعم. ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة»، فصلى عمر، وجرحه يثعب دما". والأثر رواه جمع بألفاظ متقاربة.
(٤) مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الإيمان ٦/ ١٧١، رقم الأثر ٣٠٤٣٦، من كلام علي ولفظه: أَتَى عَلِيًّا رَجُلٌ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, مَا تَرَى فِي امْرَأَةٍ لَا تُصَلِّي؟ قَالَ: «مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَهُوَ كَافِرٌ» .. وأخرجه في تعظيم قدر الصلاة محمد بن نصر المروزي في "باب ذكر إكفار تارك الصلاة" ٢/ ٩٠٠، رقم الأثر ٩٣٩، من كلام ابن عباس ولفظه: «مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ فَقَدْ كَفَرَ»، وحكاه ابن عبد البر عنهما بصيغة التمريض، فقال: فروى عن علي، وابن عباس وجابر، وأبي الدرداء، [باب تكفير تارك الصلاة] قالوا: "من لم يصل فهو كافر". الاستذكار لابن عبد البر، ٢/ ١٤٩. وقال الألباني: ضعيف موقوف عن علي، وابن عباس. ضعيف الترغيب والترهيب، ١/ ٨٠.

<<  <   >  >>