للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال حاجي خليفة في كشف الظنون: البرهان في تفسير القرآن للشيخ أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي، المتوفى: سنة ثلاثين وأربعمائة، وهو كتاب كبير، في عشر مجلدات، ذكر فيه: الإعراب، والغريب، والتفسير (١).

وقد قال الزُّرْقاني في مناهل العرفان: "ظفرت في دار الكتب المصرية بكتاب لعلي بن إبراهيم بن سعيد الشهير بالحوفي، المتوفى سنة ٤٣٠ هـ، اسمه [البرهان في علوم القرآن] ... " ثم استعرض الزُّرْقاني بعض الأجزاء التي وقع عليها فقال: "يعرض الآية الكريمة بترتيب المصحف ثم يتكلم عليها من علوم القرآن مخصصا كل نوع منها بعنوان، فيسوق النظم الكريم تحت عنوان: القول في قوله عز وجل. وبعد أن يفرغ منه يضع هذا العنوان: القول في الإعراب ويتحدث عنها من الناحية النحوية واللغوية، ثم يتبع ذلك بهذا العنوان القول في المعنى والتفسير، ويشرح الآية بالمأثور والمعقول، ثم ينتقل من الشرح إلى العنوان الآتي: القول في الوقف والتمام مبينا تحته ما يجوز من الوقف، وما لا يجوز. وقد يفرد القراءات بعنوان مستقل فيقول القول في القراءة. وقد يتكلم في الأحكام الشرعية التي تؤخذ من الآية عند عرضها ففي آية قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} من سورة البقرة يذكر أوقات الصلاة، وأدلتها، وأنصبة الزكاة، ومقاديرها. ويتكلم عن أسباب النزول، وعلى النَّسخ، وما إلى ذلك عند المناسبة. فأنت ترى أن هذا الكتاب أتى على علوم القرآن ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد، بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزعها. حتى كأن هذا التأليف تفسير من التفاسير، عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند المناسبات. وأيا ما يكن هذا الكتاب فإنه مجهود عظيم، ومحاولة جديرة بالتقدير في هذا الباب. جزى الله مؤلفه خير الجزاء" (٢).


(١) حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني (ت: ١٠٦٧ هـ) عن أسامي الكتب والفنون، (بغداد: مكتبة المثنى، ١٩٤١ م)، ١/ ٢٤١.
(٢) الزُّرْقاني، مرجع سابق، ١/ ٣٤.

<<  <   >  >>