للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَانُوا سَابِقِينَ} ، كما جاء في سورة "غافر"/ ٢٣ - ٢٥: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢٣) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} . أما اعتراض الأُحَيْمق فهذا نصُّه: "يتبادر إلى الذهن من هذه الآيات أن قارون وهامان مصريان من قوم فرعون وأنهما مع فرعون قاوموا موسى في مصر. ولكن هذا خطأ لأم قارون إسرائيلي لا مصري، ومن قوم موسى لا من قوم فرعون كما جاء في سورة "القصص"/٧٦: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} (ص ٢٩) .

هذا ما قاله الغبي النّزِق، وأنا أرجو القارئ أن يرجع إلى الأيتين الأُولَيَيْن ويُتْئِر فيهما النظر ثم يجيب على السؤال التالي: هل ذكر القرآن فيهما أو أوحى مجرد إيحاء أن قارون مصري حتى يقال إنه قد تناقض مع نفسه حين ذكر في آية "القصص" إنه من قوم موسى؟ إن كثيراً من الناس ينشقوُن على أبناء طائفتهم وينضمون إلى أعدائهم ويكونون في خدمتهم، وبخاصة حين تكون مصالحهم مع هؤلاء الأعداء. وقد كان قارون فاحش الثراء، وأغلب الظن أن هذا الثراء

<<  <   >  >>