فكل هذا دليل على أنه مهموز في الأصل ترك همزه على طريق البدل.
فإن قال قائل: فقد ذكرت أن المهموز يجمع على نبآء وقد ترى جمعه في كلام العرب على أنبياء أكثر من جمعه على النبآء.
قيل له: كذلك يجب أن يكون كما أنه في كلامهم غير مهموز أكثر منه مهموزًا، وإن كان أصله الهمز فلما ترك همزه جرى مجرى ذوات الواو والياء فجمع على «أفعلاء». ومنهم من يهمز «أفعلاء» أيضًا فيقول أنبئاء، فهذا دليل على صحة ما ذكرنا.
وأما البرية فيجوز أن يكون كما قال سيبويه من برأ الله الخلق أي: خلقهم، فترك همزها، ويجوز أن تكون من البرى وهو التراب كأنهم لما خلقوا من التراب قيل لهم: البرية البرى إلا أن سيبويه قد ذكر أن من العرب من يهمزها، وهمز هؤلاء يدل على أن أصلها الهمز كما قلنا في النبي. فهذا مذهب العلماء في ذلك، والله أعلم وأحكم. وهذا آخر القول في اشتقاق أسماء الله عز وجل وصفاته، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم كثيرًا. والحمد لله على إتمامه.
في الأصل المنقول منه ما لفظه من مسح بعض ألفاظه يقول علي بن الحسن بن علي الربعي: قرأ علي هذا الكتاب من أوله إلى آخره وقرأته أنا على شيخنا أبي بكر أحمد ابن محمد الغساني، ويعرف بابن شرام -رحمه الله تعالى- وقرأه أبو بكر على أبي القاسم الزجاجي وهو مصنفه. وكتبت بيدي في شعبان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وأيضًا كتب:
بلغت القراءة على الشيخ أبي بكر علي بن الخضر بن المؤدب، وأحمد بن محمد الفياضي. وصح.