الشاكر: اسم الفاعل من شكر يشكر فهو شاكر ومشكور، والشكر: مقابلة المنعم على فعله بثناء عليه، وقبول لنعمته، واعتراف بها، هذا أصله في اللغة.
فلما كان الله عز وجل يجازي عباده على أفعالهم ويثيبهم على أقل القليل منها ولا يضيع لديه تبارك وتعالى لهم عمل عامل كان شاكرًا لذلك لهم أي مقابلاً له بالجزاء والثواب، لأن من لم يشكر من الآدميين فعل المنعم عليه فقد كفر. والله عز وجل تتضاعف لديه الحسنات، ولا يضيع عنده أجر العاملين، فتأويل الشكر منه عز وجل هو المجازاة على أفعال المطيعين.
فإن قال قائل: فإذا كان الشكر منه عز وجل إنما هو مجازاة العاملين ومقابلة الأفعال بالثواب والجزاء فقالوا إنه يشكر أيضًا أفعال الكفار لأنه يجازيهم عليها.
قيل له: ذلك غير جائز لأنا قد قلنا: إن الشكر في اللغة إنما هو مقابلة المنعم على فعله بالثناء والاعتراف بفعله، ولما كان المسيء من العباد لا يقال له منعم ولم يستحق بذلك شكرًا بل استحق الذم، والسب لم يجز أن يكون الكفار محسنين في أفعالهم فيستحق الجزاء عليها والمقابلة بالجميل، بل كانوا مسيئين والمسيء مستحق للعقوبة والسب فلم يجز أن يسمى الفعل المقابل لفعالهم شكرًا.
ومعنى شكر العباد لله عز وجل هو كما ذكرنا من الآدميين اعترافهم بطوله عز وجل، وإنعامه ومقابلة ذلك بالإقرار والخضوع والطاعة له، ولذلك قال عز وجل:{لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}. فأخذ المتمثلون والخطباء