وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى في قوله عز وجل:{الر تلك آيات الكتاب الحكيم}. قال: الكتاب: القرآن، والحكيم: المحكم المبين الموضح. قال: والعرب قد تضع فعيلاً في معنى مفعل فقد جاء [في]
آية أخرى {هذا ما لدي عتيد} أي معد. قال: وقد يكون فعيل بمعنى مفعل أيضًا كما قال الشاعر:
................ إني ... غدائتذ ولم اشعر خليف
أي: مخلف وعدهم.
وقد يجوز ما قال أبو عبيدة، ويجوز أن يكون الأصل «آيات الكتاب الحكيم» أي المتقن المحكم الممتنع من المعارضة والاختلال والاختلاف والفساد. فقد بان لك أن حكيما يكون في الكلام على ثلاثة أوجه:-
يكون بمعنى مفعل بتأويل الفاعل، ومفعل بتأويل المعفول وقد يكون للمبالغة في الوصف بمنزلة كريم وعليم لا يراد به التعدي إلا وصف الذات بالحكمة كما شرحت لك فيما مضى. وينشد:
فنحكم بالقوافي من أردنا ... ونضرب حين تختلط الدماء
أي نمنعه من مشاعرتنا ومفاخرتنا بالقوافي ونفحمه.
[التواب]
التواب فعال من تاب يتوب أي يقبل توبة عباده كما قال عز وجل: {وهو الذي