لام الفعل ولا تثبت ياء التأنيث مع النون التي هي إضمار جميع المؤنث، فقسه على قولك:«يا هذه اضربي» و «يا هاتان اضربا» و «يا هؤلاء اضربن».
فإن أدخلت النون الثقيلة في واحد المذكر قلت في الأمر:«يا رجل لين عملك» و «يا رجلان ليان عملكما» و «يا رجال لن عملكم»، وفي المؤنث «يا مرأة لن عملك» و «يا مرأتان ليان عملكما» كما تقول للرجلين، و «يا نساء لينان عملكن»، وإن ثنيت العمل أو جمعته جاز، وإنما زدت الألف لتفرق بين النونات.
وتقول في النون الخفيفة لواحد المذكر:«يا رجل لين عملك» بإثبات الياء وتخفيف النون كما تقول: «يا زيد اقضين بالحق»، ولا يقع في التثنية. وتقول في الجمع:«يا رجال لن عملكم» بضم اللام وتخفيف النون وإسقاط الياء. وتقول للواحدة المؤنثة من النون الخفيفة:«يا مرأة لن عملك» بكسر اللام وحذف الياء وتخفيف النون، كما تقول:«يا هذه اقض بالحق»، ولا تقع النون الخفيفة في التثنية ولا في جمع المؤنث.
[الغني]
الغني في كلام العرب: الذي ليس بمحتاج إلى غيره. وكذلك الله ليس بمحتاج إلى أحد جل وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا كما قال:{إن الله لغني عن العالمين}. وكل الخلق إليه جل اسمه محتاج كما قال:{يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله وهو الغني الحميد}. فالله عز وجل ليس بمحتاج إلى أحد فيما خلق وما يخلق، ودبر ويدبر، ويعطي ويرزق ويقضي ويمضي لا راد لأمره وهو على ما يشاء قدير.
هذا أصل الغني في كلام العرب، وهو أن لا تكون بالإنسان حاجة إلى غيره وإنما سمي ذو اليسار والمال غنيًا لاستغنائه بالمال الذي عنده عن غيره وحاجة الناس