وتقول «ولي فلان مدينة كذا» من الولاية يليها ولاية، «وولاه فلان إياها تولية»، «ووليت الأمر والبلاد» كذلك إليه ولاية. وإذا أمرت قلت «له» يا هذا فزدت في آخره هاء للوقوف وليست من أصل الكلمة لكثرة ما لحقه من الإجحاف والحذف، وذلك أنه قد ذهبت فاؤه ولامه. وأصله من ولي، ففاؤه واو ولامه ياء فوجب سقوط الواو في المستقبل كما تسقط من «وعد يعد» و «وزن يزن». والأمر لا يكون إلا مستقبلاً، ووجب سقوط لامه للأمر كما تسقط من قولك في الأمر:«اقض» و «ارم» و «امض» فبقيت عين الفعل وهي اللام من ولي فقلت: «ل»«يا هذا»، فلما بقي على حرف واحد كثر بها الوقف، فإن اتصلت بها فاء أو الواو ونابت عن الهاء في التكثير فقلت:«فل عملك» أو «ول عملك». وكذلك تقول:«شه ثوبك» من الوشي، وإن دخلت الفاء والواو جري مجرى «فل عملك».
وتقول في التثنية:«ليا عملكما» فترد لام الفعل وهي الياء لذهاب العلة التي كانت تسقط من أجلها، وذلك أنك كنت تحذفها في الواحد علامة للبناء والجزم كما تقول:«لم يمض» و «لم يمش» ثم تقول: «لم يمضيا» و «لم يمشيا»، وفي الأمر «امضيا» و «امشيا» فترد الياء لأن علامة الجزم والبناء سقوط النون كذلك في قولك: «ليا عملكما»، ولا ترد الواو التي هي فاء الفعل لأن العلة التي أذهبتها لم تسقط بعد.
وتقول في الجمع:«يا رجال لوا عملكم» فتسقط الياء لأن الأصل «ليوا عملكم»، والياء إذا انكسر ما قبلها لا تلحقها ضمة ولا كسرة فتسكن الياء وتحذفها لسكونها وسكون واو الجمع بعدها، وتنقل ضمه الياء إلى اللام لتصح واو الجمع بعدها، ولا تنقلب ياء.
وتقول لواحدة المؤنث:«يا هند لي عملك» بياء ثابتة وليست بلام الفعل تلك ساقطة للأمر ولكن هذه ياء التأنيث التي تكون في مثل قولك: «يا هند اضربي وانطلقي واركبي». وعلامة الجزم في هذا سقوط النون، ولفظ البناء هاهنا والجزم سواء كما إنه في الصحيح كذلك.