للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قيل لإبراهيم بن أدهم (رحمه الله): ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ !

قال: لأنكم عرفتم الله فم تطيعوه! وعرفتم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم تتبعوا سنته! وعرفتم القرآن فلم تعملوا به! وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها! وعرفتم الجنة فلم تطلبوها! ! وعرفتم النار فم تهربوا منها! ! وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه، ووافقتموه! وعرفتم الموت فلم تستعدوا له! ! ودفنتم الأموات فلم تعتبروا! وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس! !

أخي المسلم: فالتوبة .. التوبة .. ولتنظف طريق الدعاء من الأوساخ ..

ليجد دعاؤك طريقه إلي الاستجابة .. وإلا كيف ترجو أخي الإجابة إذا كنت ممن يبارز ربه تعالى في ليله ونهاره ... ؟ !

أخي: إن مثل العاصي في دعائه كمثل رجل حارب ملكًا من ملوك الدنيا، ونابذه العداوة زمنًا طويلاً، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفه!

فما ظنك أخي بهذا الرجل؟ ! أتراه يدرك مطلوبة؟ !

كلا! فإنه لن يدرك مطلوبه إلا إذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك ..

فذاك أخي مثل العاصي الذي يبيت ويصبح وهو في معصية الله، ثم إذا وقعت به شدة يرجو من الله أن يجيب دعاءه! فاحذر أخي عاقبة المعاصي .. فإنك لن تستعين على إدراك الدعاء المستجاب بشيء أقوى من ترك المعاصي .. فترك المعاصي مفتاح لباب الدعاء المستجاب ..

<<  <   >  >>