قمع خصمهم وإبطال حكمه, وعدم منهم / الإنصاف في مسائل الخلاف, ولا سيما لما وقفت عليهم الأوقاف.
ثم نبغ قوم آخرون صارت عقيدتهم في الاشتغال بمسائل المذهب كعقيدة أولئك في الاشتغال بعلوم الأصلين, يرون أن أولى منه الاقتصار على نكت خلافية وضعوها, وأشكال منطقية ألفوها.
بالمنطق اشتغلوا فقلت لجمعهم. . . إن البلاء موكل بالمنطق
فاعرضوا عن تلك المحاسن, وسموا المشتغلين بعلم المذهب كوادن, وذلك من وساوس الشيطان, وعلامات الخذلان؛ فنعوذ بالله من هذا البلاء, وسوء القضاء, ومن تضييع الزمان في الجدال والمراء, ونسأله الثبات على التمسك بالآثار, والاعتماد على [صحيح] الأخبار, ويلحقنا بالسادة الأخيار, ويباعدنا من هؤلاء الجهال الأغبياء الأشرار.