بين الناس: قد جاء الله عز وجل بمن يرغب في الحديث ويرغب فيه من بين الفقهاء, ويميز فيما يرويه ويحتج به الصحيح من السقيم من جملة العلماء, وأرجو من الله سبحانه أن يحي به سنة إمامنا المطلبي في قبول الآثار, حيث أماتها أكثر فقهاء الأمصار, بعد من مضى من الأئمة الكبار, الذين جمعوا بين نوعي علم الفقه والأخبار.
ثم لم يرض بعضهم بالجهل به حتى رأيته حمل على العالم به, والوقوع فيه, والإزراء به, والضحك منه, وهو مع هذا يعظم صاحب مذهبه ويجله, ويزعم أنه لا يفارق في منصوصاته قوله, ثم يدعي في كيفية قبول الحديث ورده طريقته, ولا يسلك فيها سيرته, لقلة معرفته بما عرف, هلا نظر في كتبه ثم اعتبر باحتياطه في انتقاده لرواة خبره, واعتماده فيمن اشتبه عليه حاله على رواية غيره, فيرى سلوك مذهبه مع دلالة العقل والسمع واجبا على كل من انتصب للفتيا, فإما أن يجتهد في تعلمه, أو يسكت عن الوقوع فيمن يعلمه. فلا يجتمع / عليه وزران, حيث فاته الأجران, والله المستعان)).
وقال قبل ذلك:
((قد علم الشيخ اشتغالي بالحديث واجتهادي في طلبه, ومعظم مقصودي منه في الابتداء التمييز بين ما يصح الاحتجاج به من الأخبار وبين ما لا يصح,