للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّكُمْ لاَ تُنَادُونَ أَصَمَّ، وَلا غَائِبًا» ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوسَى -أَوْ: يَا عَبْدَاللَّهِ بْنَ قَيْسٍ- أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ

مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ» ؟ قُلْتُ: مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» .

ما يقال في السفر إذا أقبل الليل، أو نزل منزلاً

أبو داود (١) ، عن عبد الله بن عمر قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -

إِذَا سَافَرَ، فَأَقْبَلَ


(١) في «سننه» في كتاب الجهاد (باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل) (رقم ٢٦٠٣) من حديث الزبير بن الوليد، عن عبد الله بن عمر، به.
وإسناده ضعيف؛ لأجل الزبير بن الوليد هذا، فهو مجهول.
وذكره ابن حبان في «الثقات» (٣/٧٦) على قاعدته في توثيق المجاهيل.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» (١٠٣٩٨) ، وفي «عمل اليوم والليلة» (٥٦٣) ، وابن خزيمة في «صحيحه» (٢٥٧٢) ، والحاكم في «المستدرك» (١/٤٤١، ٢/١٠٠) ، وأحمد (٢/١٣٢، ٣/١٢٤) ، والبيهقي في «الكبرى» (٥/٢٥٣) .
وانظر: «ضعيف سنن أبي داود» (١٠/٣٢٣-ط. غراس) .
قوله: «يا أرضُ، ربِّي ورَبُّكِ الله» بكسر الكاف؛ لأن الخطاب للأرض، قيل: فيه إشعار بأن للأرض شعور بكلام الداعي، وقيل: خاطب الأرض اتساعاً، والأول هو الصواب بالنسبة إليه - صلى الله عليه وسلم -، فقد كَلَّمَهُ وخاطبه الجمادُ.
ثم شر الأرض نفسها هو الشر الذي لا دخل فيه لشيء معين من صفاتها.
وشر ما فيها من صفاتها كاليبوسة والبرودة وضدهما، هو الشر الذي فيه دخل لغلبة صفاته، وشر ما خلق فيها هو شر ما استقر فيها من الحشرات والبهائم. وشر ما يدب عليها، أي: يتحرك عليها من المؤذيات وإن كان مندرجاً فيه، لكنْ صُرِّحَ به اعتناءً بالاستعاذة منه لعظم شره. وكذا تخصيص الأسود كالأفعى، وهو الحية العظيمة التي فيها سواد، وهوأخبث الحيات لذلك.
قال الخطابي: ساكن البلد هم الجن الذين هم سكان الأرض، فالبلد من الأرض ما كان مأوى للحيوان، وإن لم يكن فيه بناء ومنزل، وقال: يحتمل أن المراد بالوالد: إبليس، وما وَلَد: الشياطين، قلت: ويحتمل أن المراد كل والد ومولود على عموم النكرة في الإثبات، كما في قوله -تعالى-: {عَلِمَتْ نَفْسٌ ... } ، والله -تعالى- أعلم.
قال ابن علان في «الفتوحات الربانية» (٣/١٦٧) تعليقاً على قول الخطابي: «ساكن البلد: =

<<  <   >  >>