الأولى: الاضطراب الواقع في السند، حيث رواه أبو سلام تارة عن خالد بن زيد، وأخرى عن عبد الله بن زيد الأزرق. والأخرى: جهالة كل من خالد بن زيد، وعبد الله بن الأزرق. قلت: خالد بن زيد وعبد الله واحد، قال البخاري في «التاريخ الكبير» (٥/٩٣) ، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٥/٥٨) : «عبد الله بن زيد الأزرق، ويقال: خالد بن زيد» ، فانتفت علة الاضطراب وبقيت جهالة الحال، إذ لم يوثق خالد بن زيد إلا ابن حبان كما في «التهذيب» (٥/٢٢٦) وتساهله معروف. وقال السيوطي في حديث عقبة بن عامر بعد عزوه لمالك في «الموطأ» وغيره: «حسن» . وانظر: «كنز العمال» (٤ رقم ١٠٨٦٠) . وقال الهيثمي في «المجمع» (٤/٣٢٩) : «رجاله ثقات» وصححه ابن خزيمة، كما في «فتح الباري» (١١/٩١) . وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢/٢٧٩) : «رواه الطبراني بإسناد جيّد» . ولكن أصل الحديث صحيح مرفوعاً، إذ في الباب أحاديث كثيرة، تنظر مع تخريجها في «فضائل الرمي» للقراب، وهو مطبوع ضمن كتابي «مجموعة أجزاء حديثية» (١/٢٧٥-٣٠٥) ، ولا سيما لفظ: «من عَلِمَ الرَّمي، ثم تركه فليسَ مِنَّا، أو: قد عَصَى» . فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» في كتاب الإمارة (باب فضل الرَّمي) (١٦٩) (١٩١٩) .