وعنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من زار مريضا أو عاد أخا له في الله ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا» رواه الترمذي وحسنه الألباني. إنها فضائل وسنن لطالما نسيت!!
[همم حتى في السفر]
صاحب الهمة العالية تسافر همته معه عبر البحار والقفار وفي الوديان والجبال وفي الحل والترحال لأنها جزء لا يتجزأ من حياته بل تجري في دمه وعروقه.
فهذا ابن القيم رحمه الله كتب زاد المعاد في ست مجلدات كبار في سفره للحج، وكتب البخاري التاريخ الكبير في روضة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومفتاح دار السعادة بمكة، وروضة المحبين وبدائع الفوائد وتهذيب سنن أبي داود وهو مسافر، واختصر السيوطي في رحلته لمكة الألفية، وكتب في مكة النفحة المسكية والتحفة المكية في يوم واحد (١)، وطاف الإمام أحمد الدنيا مرتين حتى جمع المسند، وهذا ابن منده المحدث خرج من بلده في طلب العلم وهو ابن عشرين فرجع إليها وهو ابن ستين، وكتب الحافظ ابن حجر النخبة وهو في سفره، قال الصنعاني رحمه الله في نظم قصب السكر:
وبعد فالنخبة في علم الأثر ... مختصر يا حبذا من مختصر
ألفها الحافظ في حال السفر ... وهو الشهاب بن علي بن حجر
(١) ابن القيم حياته وآثاره لبكر أبو زيد، والتحدث بنعمة الله للسيوطي.