للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فضل وصلاح وخوف من الله نلجأ إليهم عند الشدائد ويستهدى بآرائهم ويتوسل إلى الله بدعائهم ويؤخذ بتقويمهم وآرائهم (١).

وعلى السائل والمستفتي ألا يتتبع الرخص، فيسأل العلماء مرارا في المسألة الواحدة، ليختار ما يحلو له وتهواه نفسه، واتفق الفقهاء على أن من تتبع رخص العلماء فقد تزندق، وقيل: إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقد نقل ابن عبد البر إجماع العلماء على عدم جواز تتبع الرخص، ويعتبر فاسقا عند الإمام أحمد. وقد يسأل المستفتي من ظاهره الاستقامة وهو لا يعرفه أو لا يعرف أنه من طلبة العلم، فيتساهل في ذلك كله ويظن بهذا أن ذمته قد برئت، ولو مرض في بدنه لذهب إلى أفضل المستشفيات وأحسن الأطباء والله المستعان.

ما أشد تساهل الناس في أمر دينهم وأشدهم في أمر دنياهم؟!

ما أرخص دين الله في قلوب كثير من الناس.

وعلى السائل أن يختار الأوقات المناسبة للاتصال للاستفتاء إلا إذا كان الأمر ضرورة؛ لأنه وللأسف البعض يتصل بعد منتصف الليل أو قريبا منه أو وقت القيلولة لغير ضرورة.

وعلى العالم وطالب العلم ألا يعوقه ذلك التجاوز، وألا يضجر من السؤال وكثرة السائلين وجفائهم فإن على من منَّ الله


(١) الفتح ١٣/ ١٦.

<<  <   >  >>