للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو مكتوب بالصحف التي بأيدي المؤمنين.

والمعنى: والذي يقرأ عليكم في القرآن يفتيكم فيهن (١)، أي: الله يفتيكم فيهن، والقرآن يفتيكم فيهن، والعطف هنا لا يقتضي المغايرة التامة، لأن ما جاء في القرآن بيانه هو فتوى الله عز وجل.

وقد يحتمل أن يكون المعنى قل الله يفتيكم فيهن فيما ينزِّل عليكم الآن في شأنهن من القرآن، وما يتلى عليكم في الكتاب مما أنزل قبل هذا في يتامى النساء في أول السورة في قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية، ويدل على هذا قول عائشة بعدما ذكرت سبب نزول الآية التي في أول السورة قالت: ثم إن الناس استفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النساء، فأنزل قوله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} الآية قالت: «والذي يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي قال الله فيها {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى}.

قوله: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} «يتامى النساء» من إضافة الخاص إلى العام أو الصفة إلى الموصوف، وهو متعلق بقوله: {يُتْلَى} على القول بأن «ما» في محل رفع فاعل.

ويتامى: جمع يتيمة، واليتيم من مات أبوه دون البلوغ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتم بعد احتلام» (٢).

والنساء: جمع الإناث، يقال: نساء. ويقال: نسوة. قال تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} (٣)، ولا واحد له من لفظه، بل مفرده امرأة.

والمراد: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ} في قوله تعالى في أول السورة: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} الآية (٤) وفي هذه الآية {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ}.

قوله: {اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ}.

{اللَّاتِي}: اسم موصول في محل جر صفة لـ «النساء».


(١) انظر «الجامع لأحكام القرآن» ٥/ ٤٠٢، «مدارك التنزيل» ١/ ٣٦١.
(٢) سبق تخريجه في الكلام على قوله تعالى {وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} سورة النساء الآية (٢). ص١٤.
(٣) سورة يوسف، آية:٣٠.
(٤) الآية ٣ - كما جاء قى سبب النزول عن عائشة رضي الله عنها. انظر ص١٠٦.

<<  <   >  >>