للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

أما بعد:

فمنذ فترة من الزمن والناس في قيل وقال، وأخذ ورد في موضوع صحة توقيت الفجر في التقاويم المتداولة، وقد ذهب فريق من العلماء والباحثين إلى خطأ هذه التقاويم، وأن فيها اختلافاً عن الواقع المشاهد من قبل العشرات من طلبة العلم، والخبراء في الفلك الموثوق بهم.

وكان المدافعون عن التقاويم يردون على المصححين ,ويرون صحة هذه التقاويم, رغم عدم المعرفة التامة عن واضعيها, وعن علمهم الشرعي.

لقد تتبعت هذه المسألة منذ أكثر من خمسة عشر سنة وتبين لي ما يلي:

[جهل كثير من الفلكيين بالتفريق بين الفجرين وهو أصل مشكلة هذه المسألة]

مما هو معلوم في الشرع والفلك، أن ثمة فجرين فجر كاذب، وفجر صادق، والكاذب يطلع قبل الصادق بـ (٢٠) دقيقة، تزيد قليلاً أو تنقص، حسب فصول السنة.

والكاذب، يُحل الطعام للصائم، ويُحرم صلاة الفجر، والصادق، يحرم الطعام، ويحل صلاة الفجر.

قال صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالاً يؤذن بليل (وهو أذان الفجر الكاذب) (١)، فكلوا، واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) (٢) (وهو أذان الفجر الصادق) (٣) ودليل أن هذا الليل الذي يؤذن فيه بلال هو الفجر الكاذب رغم أن فيه نوراً, ما رواه مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يغرنكم أذان بلال ولا هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير " ففيه دليل صريح أن النور الذي يخرج أفقيًا ليس هو الفجر المعتمد الصادق، بل هو الفجر الكاذب الذي لا يعتد به ... ومع ذلك فقد اعتد به واضعوا التقاويم، لعدم معرفتهم بالسنة, كما سنبين ذلك لاحقًا.


(١) ما بين القوسين من عندي، وليس من أصل الحديث.
(٢) - أخرجه البخاري (٦٢٢)، ومسلم (١٠٩٢).
(٣) - أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (٣٥٦، ١٩٢٧)، والحاكم في المستدرك (٦٨٧، ١٥٤٩)، وصححه، ووافقه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٧٧، ٤٥٧). وذكره الشيخ الألباني - رحمه الله - في الصحيحة (٦٩٣)

 >  >>