للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتشهير به، وليس له ذنب إلا أنه لم ينضم إلى حزبهم. فهم يرفعون شأن من كان في حزبهم ولو كان من الفاسقين، ويعادون من كان من غيرهم ولو كان من الصالحين.

وآخرون اهتموا بجزئيات من الدين، وأهملوا الأصول والقواعد، وربما اختلفوا على سنة، وتشاققوا في مندوب، ينزغ الشيطان بينهم، ليفرق شملهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

وقد تجد أناسًا أحبوا شخصًا معينًا، فهم لا يرون قولاً غير قوله، ولا منهاجًا غير منهاجه، أعمى الحب قلوبهم، وأصم الاحترام آذانهم عن الحق الذي عند غيره .. الطاعن فيه عندهم أعظم من الطاعن بأبي بكر وعمر، ولذلك تجدهم يمتدحون شاتمي أبو كبر وعمر بحجة تأليف القلوب وتوحيد الصف، ويعادون من خطأ عالمهم! !

وربما تعثر على قوم بذلوا أنفسهم للإسلام، وقدموا الغالي والثمين، وجاهدوا وقتلوا، ثم بين عشية وضحاها، تفرقوا واختلفوا .. وكان ما بينهم أشد مما كان بينهم وبين عدوهم، وسبب ذلك: خروج عن منهاج النبوة، أو إيثار للنفس على مصلحة الجماعة، أو اتباع الهوى، أو .. أو سوء في الخلق والتربية، وقد تجدها مجتمعة عند بعضهم والعياذ بالله

<<  <   >  >>