للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو الاهتمام بالمهم دون الأهم، أو التعصب للهيئات والأشخاص، أو الجماعات، أو العمل بلا علم، أو العلم بلا عمل، أو معاداة بعض الجماعات الإسلامية بدل النصح لها، أو تفسير النصح بالمعاداة، أو اتباع أسلوب في دعوته منافيًا للحكمة، أو يكون في دعوته مداهنًا.

بل يكون بالإسلام ملتزمًا، ولدينه داعيًا ومدافعًا، وبالرسول - صلى الله عليه وسلم - مقتديًا، وبصحباته والأئمة الأربعة ومن سار على منهجهم متبعًا وعنهم منافحًا، وأمثلة ذلك كثيرة في واقعنا الإسلامي.

فإنك تجد أن كثيرًا من الجماعات قد بنت حولها أسوارًا عالية، وأقامت جدرًا غليظة، تمنع الناس من دخولها .. والاشتراك معها .. بدعاوي ظاهرها الحق، وباطنا الخطأ، فلا تدخل الجماعة إلا بإذن ولا تخرج إلا بإذن، في الوقت الذي لو خالفت الأمر أو اعترضت على أمر مخالف الشرع فصلوك، وقاطعوك، في الوقت لا يؤنبون مرتكب الكبيرة عندهم، بل ولا ينصحونه ما دام في صفهم، مطيعًا لأوامرهم، فهم بهذا أقرب إلى الأحزاب الكافرة العلمانية منهم إلى هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فقد يكون المرء من الجماعة، ولا يحسن صلاة ولا يقيم كثيرًا من الواجبات، بل ويستهزئ بالعقيدة أو السنن، ومع ذلك فهو مرموق المكان، معزز الجانب، لأنه عضو في هذه الجماعة.

وكم من عالم عامل، تقي ورع، داعية مصلح، ينظل إليه من قبل الجماعة، نظر ازدراء واستكبار .. بل ومعاداة، وربما تتعاون الجماعة مع الشيطان، والطاغوت، لأذيته

<<  <   >  >>