للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي أثرٍ: «القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أرقها وأصلبها وأصفاها» (١).

* وبإزاء هذا القلب قلبان مذمومان في طرفي نقيض:

أحدهما: قلب حجري قاسٍ لا رحمة فيه ولا إحسان ولا بر ولا له صفاء يرى به الحق بل هو جبار جاهل، لا علم له بالحق ولا رحمة للخلق.

وبإزائه قلب ضعيف مائي، لا قوة فيه ولا استمساك، بل يقبل كل صورة، وليس له قوة حفظ تلك الصور، ولا قوة التأثير في غيره، وكل ما خالطه أثر فيه من قوي وضعيف وطيب وخبيث.

وفي الزجاجة مصباح؛ وهو النور الذي في الفتيلة، وهي حاملته، ولذلك النور مادة؛ وهي زيت قد عصر من زيتونة في أعدل الأماكن، تصيبها الشمس أول النهار وآخره، فزيتها من أصفى الزيت، وأبعده من الكدر، حتى إنه ليكاد من صفائه يضيء بلا نار، فهذه مادة نور المصباح.

وكذلك مادة نور المصباح الذي في قلب المؤمن، هو من شجرة الوحي التي


(١) صح مقطوعًا من قول خالد بن معدان: أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد» (٢٣٠٧) عن أبيه عن عبد الله بن الحارث المخزومي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان. ووصله محمد بن القاسم الأسدي عن أبي أمامة وهو كذاب.
أخرجه أيضًا: عبد الله بن أحمد في زوائد «الزهد» (٨٣٤).
وأسنده الطبراني في «مسند الشاميين» (٨٤٠) عن جعفر الفريابي عن إسحاق بن راهويه عن بقية بن الوليد حدثني محمد بن زياد عن أبي عِنبة مرفوعًا. وخالف بقية بن الوليد أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي فأوقفه، وتابعه أيضًا عبد الوهاب بن نجدة وبكر ابن زرعة. وانظر: «الصحيحة» (١٦٩١) للعلامة الألباني .

<<  <   >  >>