للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَصْلٌ

وقوله : ﴿مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ … الآية﴾ هذا مثل لنوره في قلب عبده المؤمن، كما قال أبي بن كعب وغيره (١).

وقد اختلف في مفسر الضمير في «نوره» فقيل: هو النبي ، أي: مثل نور محمد ، وقيل: مفسره المؤمن، أي: مثل نور المؤمن، والصحيح: أنه يعود على الله ، والمعنى: مثل نور الله في قلب عبده، وأعظم عباده نصيبًا من هذا النور رسوله ، فهذا مع تضمنه عود الضمير المذكور وهو وجه الكلام يتضمن التقادير الثلاثة، وهو أتم لفظًا ومعنًى.

وهذا النور يضاف إلى الله إذ هو معطيه لعبده وواهبه إياه، ويضاف إلى العبد إذ هو محله وقابله، فيضاف إلى الفاعل والقابل، ولهذا النور فاعل وقابل ومحل وحامل ومادة وقد تضمنت الآيةُ ذكرَ هذه الأمور كلها على وجه التفصيل.

فالفاعل: هو الله مفيض الأنوار، الهادي لنوره من يشاء.

والقابل: العبد المؤمن.

والمحل: قلبه.

والحامل: همته وعزيمته وإرادته.

والمادة: قوله وعمله.


(١) أما أثر أبي فأخرجه الطبري بإسناد ضعيف؛ لأنه من رواية أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي به.
وفي رواية أبي جعفر الرازي عن الربيع اضطراب كثير. قاله ابن حبان. وورد عن ابن عباس وإسناده منقطع.

<<  <   >  >>