من أجل النعم فذلك بإذن الله يورث تفكرًا وتدبرًا ويحمل على التقوى بإذن الله.
والذين يعقلون هذه الأمثال وصفهم الله ﷿ ب ﴿الْعَالِمُونَ﴾.
إذ الله ﷿ قال: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٣].
هذا، ومن أهل العلم الذين رزقهم الله فهمًا وآتاهم الله بصيرة في هذا الصدد العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى، والمتأمل في كتبه والناظر في رسائله يرى ذلك بوضوح وجلاء، فقد تكلم العلامة ﵀ عن أمثال القرآن في العديد من كتبه، وكان منها كتاب الأمثال له، وقد قيل: إنه هو الذي أفرده بالتصنيف، وقيل: إنه أُخِذَ من «إعلام الموقعين» وعلى كلٍّ فقد أجاد العلامة ابن القيم ﵀ في شرح كثير من أمثال القرآن إجادة لا تخفى.
هذا، وقد قام أخي في الله/ الشيخ/ أبو أويس أشرف بن نصر بن صابر الكردي حفظه الله تعالى بتحقيق الأحاديث والآثار الواردة في كتاب الأمثال لابن القيم وكذا تخريجها، مع الحكم عليها بما تستحقه من الصحة والضعف، وكذا فقد تتبع كتب العلامة ابن القيم، وأورد أقواله وشروحه في الأمثال التي لم تذكر في كتاب الأمثال أو ذكرت مختصرة وبسطت في موضع آخر من كتبه ورتبها على سور القرآن.
وأضاف في الحاشية بعض الإضافات والنقولات عن بعض أهل العلم الأولين كالطبري وابن كثير وغيرهما.
هذا، وقد راجعت مع أخي/ الشيخ/ أبي أويس حفظه الله عمله فألفيته، ولله الحمد نافعًا مباركًا.