للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وإذا نزل بأحدهم الموت قلِق لخراب ذاته، وذهاب لذاته، لا لما سبق من جناياته، ولا لسوء منقلبه بعد مماته، فإن خطرت على أحدهم خطرة من ذلك اعتمد العفو والرحمة، وكان يتيقن أن ذلك نصيبه ولا بد.

فلو أن العاقل أحضر ذهنه ما استحضر عقله، وسار بفكره، وأمعن النظر، وتأمل الآيات لفهم المراد من إيجاده، ولَنَظَرتْ عينُ الراحل إلى الطريق، ولأخذ المسافر في التزود، والمريض في التداوي.

والحازم يُعِد لما يجوز أن يأتي؛ فما الظن بأمر متيقن! كما أنه لصدق إيمانهم، وقوة إيقانهم، وكأنهم يعاينون الأمر، فأضحت ربوع الإيمان من أهلها خالية، ومعالمه على عروشها خاوية.

قال ابن وهب: أخبرني مسلمة بن علي عن الأوزاعي قال: «كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله كأنما على رؤوسهم الطير، مقبلين على أنفسهم، حتى لو أن حبيبًا لأحدهم غاب عنه حينًا ثم قدم؛ لما التفت إليه. فلا يزالون كذلك إلى طلوع الشمس، ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون، فأول ما يفيضون فيه أمر معادهم، وما هم صائرون إليه، ثم يأخذون في الفقه» (١).

* * *


(١) إسناده ضعيف جدًّا: أخرجه أبو الفضل الزهري في «حديثه» (٥١٧)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٣٥/ ١٨٤)، وفي إسناده مسلمة بن علي الخشني متروك.
وانظر: «التبيان في أيمان القرآن» (ص/ ٦٣٨ - ٦٤٢)، و (ص/ ٢٦٥)، و «الصواعق المرسلة» (٢/ ٧٧٥)، و «شفاء العليل» (١/ ١٣٤).

<<  <   >  >>