للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن القيم (١): الفكر: هو إحضار معرفتين في القلب لِيُستثمَرَ منهما معرفةٌ ثالثةٌ.

ومثال ذلك: إذا أحضر في قلبه العاجلة وعيشها ونعيمها وما يقترن به من الآفات وانقطاعه وزواله، ثم أحضر في قلبه الآخرة ونعيمها، ولذتها ودوامها وفضلها على نعيم الدنيا وجزم بهذين العلمين أثمر له ذلك علما ثالثا؛ وهو أن الآخرة ونعيمها الفاضل الدائم أولى عند كل عاقل بإيثاره من العاجلة المنقطعة المنغصة …

وهذا يُسمى تفكرًا، وتذكرًا، ونظرًا، وتأملًا، واعتبارًا، وتدبرًا، واستبصارًا. وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتتفرق في آخر …

* والتفكر في القرآن نوعان:

* تفكر فيه ليقع على مراد الرب تعالى منه.

* وتفكر في معاني ما دعا عباده إلى التفكر فيه.

فالأول: تفكر في الدليل القرآني.

والثاني: تفكر في الدليل العياني.

الأول: تفكر في آياته المسموعة.

والثاني: تفكر في آياته المشهودة.

ولهذا أنزل الله القرآن ليتدبر ويتفكر فيه، ويعمل به، لا لمجرد تلاوته مع الإعراض عنه.


(١) في «مفتاح دار السعادة» (١/ ٥٤٢ فما بعد) ط ابن القيم وابن عفان.

<<  <   >  >>