للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد روى الترمذي في «جامعه»: عن النبي أنه قال: «إذا دَخَلَ النور القلبَ، انْفَسَحَ وانشرحَ». قالوا: وما عَلَامَةُ ذَلِكَ يَا رسُولَ اللهِ؟ قال: «الإنَابَةُ إلى دارِ الخُلُودِ، والتَجَافِي عَنْ دَارِ الغُرُورِ، والاسْتِعْدادُ للمَوْتِ قَبْلَ نُزوله» (١).

فيُصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النورُ الحِسِّي، والظلمةُ الحِسِّية، هذه تشرحُ الصدر، وهذه تُضيِّقه.

* ومنها: العلم، فإنه يشرح الصدر، ويوسِّعه حتى يكون أَوسعَ من الدنيا، والجهلُ يورثه الضِّيق والحَصْر والحبس، فكلما اتَّسع علمُ العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل عِلم، بل للعلم الموروث عن الرسول وهو العلمُ النافع، فأهلُه أشرحُ الناس صدرًا، وأوسعهم قلوبًا، وأحسنهم أخلاقًا، وأطيبُهم عيشًا.


(١) ضعيف: روي عن ابن عباس متصلًا، وفي إسناده حفص بن عمر العدني ضعيف جدًّا، أخرجه ابن أبي حاتم (٣/ ١٠٨)، وروي عن ابن مسعود من طرق ثلاثة:
أحدها: معلة بالضعف والانقطاع.
والثانية: فيها عدي بن الفضل متروك.
الثالثة: إلى الثانية مع ضعفها أخرجها ابن جرير (١٣٨٥٥، ١٣٨٥٧)، والحاكم (٤/ ١١٣). وروي عن أبي جعفر عبد الله بن المسور المدائني مرسلًا، ورجحه الدارقطني في «العلل» (رقم/ ٨١٢)، وقال: عبد الله بن المسور متروك. ووافقه ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (٢/ ٧٧٣): أخرجها الطبري (١٣٨٥٢ فما بعد)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (١٣/ ٢٢١ - ٢٢٢) وغيرهما. وفصل هذه الطرق العلامة الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٩٦٥).

<<  <   >  >>