قال الجامع عفا الله عنه: هذا الإسناد هو الإسناد المذكور في الحديثين السابقين، فتنبّه.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ ") بكسر الغين المعجمة، قيل: معناه: أتعلمون ما جواب هذا السؤال؟، والأظهر أن يقال: أتدرون ما الغيبة التي ذكرها الله تعالى في قوله: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}[الحجرات: ١٢]؟ قاله القاري (١).
وقال القرطبيّ - رحمه الله -: كأن هذا السؤال صدر عنه - صلى الله عليه وسلم - بعد أن جرى ذِكر الغيبة، ولا يبعد أن يكون ذلك بعد نزول قوله تعالى:{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}، ففسّر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - هذه الغِيبة المنهيّ عنها، ووَزْنها فِعْلةٌ، وهي مأخوذة من الغيبة، بفتح الغين مصدر غاب؛ لأنَّها ذِكر الرجل في حال غَيبته بما يكرهه لو سمعه، يقال من ذلك المعنى: اغتاب فلانٌ فلانًا يغتابه اغتيابًا، واسم ذلك المعنى: الْغِيبة.
(قَالُوا)؛ أي: الصحابة الحاضرون لديه - صلى الله عليه وسلم -: (اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("ذِكْرُكَ)؛ أي: أن تذكر أيها المخاطب خطابًا عامًّا بلفظ، أو كتابة، أو رمز، أو إشارة، أو محاكاة، (أَخَاكَ) في الدِّين في غَيْبته (بِمَا يَكْرَهُ")؛ أي: بالشيء