للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفسًا إلا وسعها، ولا يخلو أمر من مات في الفترة من أن يموت كافرًا، أو غير كافر؛ إذا لم يكفر بكتاب الله، ولا رسول، فإن كان قد مات كافرًا جاحدًا، فإن الله قد حرَّم الجنة على الكافرين، فكيف يُمتحنون؟ وإن كان معذورًا بأن لم يأته نذير، ولا أُرسل إليه رسول، فكيف يؤمر أن يقتحم النار، وهي أشدّ العذاب؟ والطفل، ومن لا يعقل أحرى بأن لا يُمتحن بذلك.

وإنما أدخل العلماء في هذا الباب النظر؛ لأنه لم يصحّ عندهم فيه الأثر، وبالله التوفيق، لا شريك له. انتهى كلام ابن عبد البرّ رحمهُ اللهُ (١).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي الحقّ قول من قال: إن أولاد الناس في الجنّة، مسلميهم، وكافريهم؟ لقوّة الحجة في ذلك، ولا سيّما قصّة إبراهيم عليه السَّلام وحوله أولاد الناس، فقد أخرجه البخاريّ، والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(٤٨) - (بَابٌ إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا حَبَّبَهُ إِلَى عِبَادِهِ)

وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:

[٦٦٨٢] (٢٦٣٧) - (حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاء، فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاء، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْض، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاء، إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ في الأَرْضِ").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

وكلّهم ذُكروا في الباب الماضي.


(١) "الاستذكار" ٣/ ١٠٩ - ١١٤.