للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإِنِّي ذكَرْتُ في كتابي هذا أُمَّهاتِ القبائلِ التي روَت عن رسولِ اللهِ ، وقرَّبْتُ ذلك واختصَرْتُه وبيَّنْتُه، وجعَلْتُه دليلًا علَى أصولِ الأنسابِ، ومَدخلًا إلى كتابي في مَعْرفةِ (١) الصَّحابةِ ؛ ليكونَ عونًا للناظِر فيه، ومُنَبِّهًا على ما يُحتاجُ إليه من معرفةِ الأنسابِ، فإنَّه علمٌ لا يليقُ جهلُه بذوِي (٢) الهِممِ والآدابِ؛ لمَا فيه مِن صلَةِ الأرحامِ، والوقوفِ إلَى (٣) ما ندَبَ إليه النبيُّ بقولِه (٤) : "تعلَّمُوا مِن أنسابِكم ما تصِلُونَ به أرحامَكم".

روَى أَنسُ بنُ عياضٍ، عن عبدِ المَلِكِ بن عيسَى الثَّقفيِّ، عن عبدِ اللهِ بن يزيدَ مولَى المُنبعِثِ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ قالَ: "تعلَّمُوا مِن أنسابِكم ما تصِلُونَ به أرحامَكم؛ فإِنَّ صِلَةَ الرَّحِم محبَّةٌ في الأهلِ، مَثراةٌ (٥) في المالِ، مَنسأةٌ في الأجَلِ" (٦).

وقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : تعلَّمُوا (٧) أنسابَكم؛ تصِلُوا بها (٨)


(١) سقط من: ح، س.
(٢) في س: "بذي".
(٣) في ح، س، م: "على"، والمثبت من: ص، وصحح فوقها.
(٤) في س: "لقوله".
(٥) مثراة، مفعلة من الثراء: الكثرة، النهاية ١/ ٢١٠.
(٦) أخرجه البغوي في شرح السنة (٣٤٣٠) من طريق أنس بن عياض به، وأخرجه أحمد ١٤/ ٤٥٦ (٨٨٦٨)، والترمذيّ (١٩٧٩)، والبزار (٨٢٢٠)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٥٢)، والحاكم ٤/ ١٦١ من طريق عبد الملك بن عيسى به.
(٧) بعده في س: "من".
(٨) سقط من: ح، س، م.

<<  <   >  >>