للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرحامَكم، ولا تكونُوا كنَبَطِ السَّوادِ إذا سُئل أحَدُهم: مِمَّن أنت؟ قالَ: من قريةِ كذا، فواللهِ إنَّه لَيكونُ بينَ الرَّجُلِ وبينَ أخيهِ الشيءُ، لو يعلَمُ الذي بينَه وبينَه مِن دُخْلَةِ الرَّحِمِ (١) لوزَعَه (٢) ذلك منِ (٣) انتهاكِه (٤).

ولعمرِي ما أنصَفَ القائلُ: إِنَّ عِلمَ النَّسَبِ علمٌ لا يَنفَعُ، وجَهالةٌ لا تضُرُّ؛ لأنَّه بيِّنٌ نفعُه؛ لِما قدَّمْنا ذِكرَه، ولما [يُرْوَى عن النبيِّ] (٥) أنَّه قالَ: "كُفرٌ باللهِ تبرُّؤٌ مِن نَسَبٍ وإِن دَقَّ، وكفرٌ باللهِ ادِّعاءٌ إلى نَسَبٍ لا يُعرَفُ" (٦)، ورُوِيَ عن أبي بكرٍ الصِّديقِ مِثلُه (٧)، وقالَ : "مَن ادَّعَى إلى غيرِ أبيهِ، أو انتمَى إلى غيرِ مَواليه، فعلَيه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمَعينَ، لا يقبَلُ اللهُ مِنه صَرفًا ولا عَدلًا" (٨).


(١) في ص: "النسب"، ودخلة الرحم: يريد الخاصة والقرابة، وتضم الدال وتكسر، النهاية ٢/ ١٠٨.
(٢) في م: "لردعه".
(٣) في ح، س، م: "عن".
(٤) الأدب المفرد (٧٢)، ومسند الشاميين (٣٢٠٢).
(٥) في ح، س: "يروى عن رسول الله"، وفي م: "روي عن النبيّ".
(٦) أخرجه أحمد ١١/ ٥٩٢ (٧٠١٩)، وابن ماجه (٢٧٤٤)، والطبراني في المعجم الصغير (١٠٧٢) من حديث عبد الله بن عمرو .
(٧) أخرجه الدارمي (٢٩٠٥)، والحارث بن أبي أسامة (٢٥ بغية)، والبزار (٧٠)، والمروزي في مسند أبي بكر (٩٠)، والطبراني في المعجم الأوسط (٢٨١٨، ٨٥٧٥)، وفي الدعاء (٢١٤٣) مرفوعًا، وأخرجه ابن وهب في جامعه (٢٠)، وعبد الرزاق (١٦٣١٥)، وابن أبي شيبة (٢٦٥١٢)، والدارمي (٢٩٠٣)، وابن المقرئ في معجمه (٥٧٩) موقوفًا.
(٨) الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة، النهاية ٣/ ٢٤. =

<<  <   >  >>