للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو كانَ لا منفعةَ فيه لما اشتغَلَ العُلماءُ به، فهذا أبو بكرٍ الصِّديقُ ، كانَ أعلَمَ الناسِ بالنَّسبِ (١)، وكذلك جُبيرُ بنُ مُطْعِمٍ، وابنُ عباسٍ [بذلك مِن أعلَمِ الناسِ] (٢).

وهو علمُ العَربِ الذي به كانوا يتفاضَلُون، وإليه ينتسبُون (٣)، وقد ذكَرَ ابن وهبٍ، عن مالكِ بن أنسٍ، أنَّه قالَ: كانَ ابْنُ شِهَابٍ مِن أَعلَمٍ الناسِ بالأنسابِ، وكانَ أَخَذَ ذلك مِن عبدِ اللهِ ثَعْلَبَةَ بن بن صُعَيرٍ وغيرِه، قالَ: فبينا هو يومًا جالسٌ عندَ عبدِ اللهِ بن ثَعلَبةَ يتعلَّمُ مِنه الأنساب، إذ سأله عن شيءٍ مِنَ الفقه، فقال له: إن كنتَ تُريدُ هذا الشأنَ فعلَيك بهذا الشيخِ، يعنِي سعيدَ بنَ المُسيَّبِ (٤).

قالَ: وسمِعْتُ مالكًا يقولُ: لم يكُنْ معَ ابن شِهابٍ كتابٌ إِلَّا كتابٌ فيه نسَبُ قومِه، يعنِي قُريشًا (٥).

وقد رُوِيَ عن النبيِّ مِنَ الوجوه الصِّحاحِ ما يدُلُّ علَى علمِه


= والحديث أخرجه أحمد ٢/ ٥١ (٦١٥)، ومسلم ٢/ ٩٩٤ (١٣٧٠/ ٤٦٧)، والترمذي (٢١٢٧) من حديث علي بن أبي طالب .
(١) بعده في ح، م، س: "نسب قريش وسائر العرب".
(٢) في ح، س، م: "وعقيل بن أبي طالب من أعلم الناس بذلك".
(٣) في س: "ينتصبون".
(٤) أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط (٤٣)، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١/ ٣٥٩، ٤٧٢ من طريق ابن وهب به.
(٥) جامع بيان العلم وفضله للمصنف (٣٤٢).

<<  <   >  >>