للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صاحب، "الصحاج" حين استشهد على أن "اللجز" مقلوب: "اللزج" ببيت ابن مقبل:

يعلون بالمردقوش الورد ضاحية ... على سعابيب ماء الضالة اللجز

ونسي أن هذا البيت من قصيدة نونية في ديوان ابن مقبل١ وصحة الروي فيه: "اللجن"!

وهذا هو محمد بن المستنير المعروف بقطرب، والمتوفى سنة ٢٠٦هـ، يجعل في كتابه عن "الأضداد" كلمة: "برد" بمعنى: "التبريد والتسخين، ويسوق على المعنى الثاني شاهدا، هو قول الشاعر:

عافت الماء في الشتاء فقلنا ... برديه تصادفيه سخينا٢

ولا شك أن هذا تحريف لعبارة: "بل رديه" من الورود لشرب الماء، قال أبو الطيب اللغوي في التعليق على هذا البيت: "قال قطرب: معنى برديه في هذا البيت: سخنيه. وقال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو: بل رديه، من الورود، ولكنه أدغم الراء في اللام، كما يقرأ: كلا بل ران على قلوبهم. قال أبو الطيب: وهذا الصحيح، وبه يستقيم معنى البيت"٣.

ومثل ذلك أيضا، ما وقع فيه "الفيروزآبادي" صاحب: "القاموس المحيط" حين نقل في معجمه٤، أن: السواق كسحاب القثاء، وداء يأخذ الإبل فتهلك. وما درى الفيروزآبادي أن هذا "القثاء" ليس إلا


١ ديوان ابن مقبل ٣٠٧.
٢ أضداد قطرب ٢٥٨.
٣ أضداد أبي الطيب ١/ ٨٦.
٤ القاموس المحيط "سوف" ٣/ ١٥٥.

<<  <   >  >>