مفعولا به، ولا انتصابها على ذلك، لكن انتصابها انتصاب المفعول له، أي شدوا للإغارة"١.
ويبدو أن ما في كتاب ابن عقيل، تحريف للرواية الأخرى: "شدوا"، وأن المراد: "شدوا الخيل للإغارة، وإن كان شراح شواهده، كالشيخ عبد المنعم الجرجاوي، والشيخ قطة العدوي، يريان حذف المفعول به هنا أيضا، فيقولان:"إن المعنى: شنوا أنفسهم لأجل الإغارة على العدو"، مع أن الذي في المعاجم:"شن الغارة" أي فرقها، ولم يقل:"شنوا أنفسهم" فيما وقفت عليه من نصوص العربية.
أما كتب فقه اللغة العربية، من تراثنا اللغوي، فإنها حقا تبعث على الإعجاب والإكبار، إذ يظهر في شيء غير قليل من قضاياها، سبق علمائنا القدامى لأحدث النظريات اللغوية في العصر الحديث، بألف عام أو يزيد، وعلى رأس هذه الكتب:"الخصائص" و"سر صناعة الإعراب" للإمام ابن جني "المتوفى سنة ٣٩٢هـ"، و"الصاحبي في فقه اللغة" لابن فارس اللغوي "المتوفى سنة ٣٩٥هـ"، و"المزهر في علوم اللغة وأنواعها" للإمام السيوطي "المتوفى سنة ٩١١هـ"، ففي هذه الكتب وغيرها علم كثير ونظريات لغوية، تقف شامخة أمام ما وصل إليه العلماء، في عصر التكنولوجيا الحديثة، والعقول الإلكترونية.