هذه الأسماء، أما قلوبهم وأما اتجاههم فإلى الغرب، ضد العربية وضد الدين. وقد ذهب منهم من ذهب إلى غير رجعة، ومنهم من لا يزال حيا، ينشر المقالات، ويرصد الجوائز والمكافآت لحرب الفصحى، وزعزعة أركان الدين الإسلامي.
أما الدعوى الأولى، فقد أثرت بعض التأثير في نفوس الشباب، الذي لم يتزود من الفصحى بالقدر الذي يحصنه ضدها؛ إذ يسود بين جمهرة المثقفين العرب شعور مدمر، بأن لغتنا الجميلة العربية الفصحى، لغة معقدة القواعد، صعبة التعلم، كثيرة الشذوذ في مسائلها وقضاياها، بحيث تجعل من استخدامها والتحدث بها، عبئا ثقيلا على أهلها.
ولقد انتهز المغرضون هذه الفرصة، وأخذوا يصيدون في الماء العكر، ويدعون إلى استخدام العامية، وهجر الفصحى أو خلطها بالعامية. وهي دعوة حمل لواءها منذ فترة طويلة، المعادون للإسلام وأهله، فادعوا أن إعراب العربية الفصحى، أمر عسير التعلم؛ ليصرفوا المسلمين عن منبع دينهم وعماد شريعتهم ودستور حياتهم، وهو القرآن الكريم، الذي أنزله الله عز وجل بهذه العربية الفصحى.
ولكيلا ينخدع شبابنا المثقف بهذه الأكذوبة الخداعة، أحب أن ألفت نظرهم إلى أن هذا الإعراب المعقد الصعب، لا تنفرد به العربية الفصحى وحدها، بل هناك لغات كثيرة، لا تزال تحيا بيننا، وفيها من ظواهر الإعراب المعقد ما يفوق إعراب العربية بكثير، فهذه هي اللغة الألمانية مثلا، تقسم أسماءها اعتباطا إلى مذكر ومؤنث، وجنس ثالث لا تعرفه العربية، وهو:"المحايد"، وتضع لكل واحد من هذه الأجناس الثلاثة، أربع حالات