ويرون في هذه العامية أملهم في أن تحمل لواء الأدب، وتتسع لمستحدثات الحضارة. فأية عامية تلك التي يريدونها؟ أهي عامية مصر، أم عامية الجزيرة العربية، أم عامية العراق، أم عامية سوريا، أم عامية المغرب، أم عامية السودان؟ وفي مصر مثلا: أهي عامية الصعيد، أم عامية الوجه البحري، وفي الوجه البحري: أهي عامية الشرقية، أم المنوفية، أم البحيرة؟ إن هذا لهو الضلال المبين!
وليعرف أبناء اللغة العربية، أن محاولة رفع مكانة العامية، لتحل محل اللغة الأدبية، إنما هو شعار مدرسة ضالة في أمريكا، لم يرض عنها جمهرة علماء اللغة في العالم. وهذا هو "ماريو باي" يرد عليهم فيقول١: "شق الجيل الجديد من اللغويين في أمريكا، عصا الطاعة على النحو التقليدي، وبدءوا يدعون للمبدأ الذي ينادي بأن الصيغة التي يستخدمها الناس، هي الصيغة اللغوية الصحيحة. وقد صار شعار هذه المدرسة: "إن اللغة الحقيقية، هي اللغة التي يستخدمها الناس فعلا، لا اللغة التي يعتقد بعضهم أن على الناس أن يستخدموها". ولكن الصيغة التي يستخدمها الناس، لها مشكلاتها الخاصة بها، فأية صيغة هذه؟ ومن الذي يستخدمها؟ حتى في الدول التي يظهر للناس أنها تستخدم لغة موحدة، هناك مستويات مختلفة لاستخدامها، كما تختلف اللهجات المحلية، باختلاف المناطق التي تستخدمها".
ولقد بلغ من خبث بعض دعاة العامية في الوطن العربي أحيانا، أن زعموا أن العامية شكل صحيح من أشكال الفصحى، عنها تطور ومنها