وفي الاقتراح:" ... فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من جذام، فإنهم كانوا مجاورين لأهل مصر والقبط، ولا من قضاعة، ولا من غسان، ولا من إياد؛ فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرءون في صلاتهم بغير العربية، ولا من تغلب ولا النمر؛ فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونانية، ولا من بكر؛ لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس، ولا من عبد القيس؛ لأنهم كانوا سكان البحرين، مخالطين للهند والفرس، ولا من أزد عمان لمخالطتهم للهند والفرس، ولا من أهل اليمن أصلا لمخالطتهم للهند والحبشة"١.
وهكذا نرى من مقارنة النصين في كل من "المزهر" و"الاقتراح" أن كلمة: "اليمن" وكلمة: "للقبط" في المزهر، تحريف لكلمتي:"النمر" و"للنبط" وهما في كتاب "الاقتراح". وصحتهما أوضح من أن يساق عليها الدليل.
وقد يكون النص موجودا في كتب متعددة، غير أنه منقول فيها كلها عن كتاب واحد محرف، وحينئذ لا يغني التعدد هنا شيئا. ومن أمثلة ذلك نص المزهر المحرف في الموضع السابق، الذي أخذه بتحريفه دون فطنة إلى ذلك، كل من الشيخ محمد علي الدسوقي في كتابه: تهذيب الألفاظ العامية "ص٤٢"، والمستشرق أوجست فيشر في كتابه: المعجم اللغوي التاريخي "ص١٢-١٣"، والأستاذ عبد الوهاب حمودة في كتابه: القراءات واللهجات "ص٢٩"، والدكتور مهدي المخزومي في كتابه: مدرسة الكوفة "ص٥٤"، والدكتور صبحي الصالح في كتابه: دراسات في فقه اللغة "ص١١٤"، والدكتورة بنت الشاطيء في كتابها: لغتنا والحياة "ص٣٢" والأستاذ