للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما يأتي: " ... مصمعات يعني بعذاب ملترفات محدرات سعرات لعله "كذا" أكلها وشربها".

كذا ساق الميمني نص المخطوطة، كما هو بتحريفه، ولم يتبين وجه الصواب فيه، فكتب بعده كلمة: "كذا". ولو أتيح للأستاذ الميمني أن يعرف مصادر هذا البيت، لرأى في سياق بعضها، ما يعينه على إصلاح هذا التحريف، الذي شوه وجه النص، ففي لحن العوام للزبيدي: "وقال أبو نصر: أتانا بثريدة مصمعة، إذا رفعها كالصومعة، وحدد رأسها، ويقال: بعرات مصمعات إذا كانت ملتزقات عطاشا فيهن ضمور. وأنشد يعقوب لعدي بن الرقاع: ولها مناخ ... "١ البيت.

وعلى ضوء نص "لحن العوام يمكن إصلاح الخلل الواقع في نص "الطرائف الأدبية" على النحو التالي: "مصمعات يعني بعرات ملتزقات محددات ببعرات لقلة أكلها وشربها".

على أن الاكتفاء بمصدر أو بمصدرين، قد يجر إلى ادعاء خطأ نسبة بيت، وردت في مصادر لم يرها المحقق، أو القول بتحريف أو تصحيف في رواية، لم يجهد المحقق نفسه في البحث عنها، أو ترك التصحيف والتحريف كما هو، لعثوره عليه مرة أخرى في مصدره الذي اكتفى به.

وقد وقعت أنا في بعض ذلك، عند تحقيقي كتاب: "لحن العوام" للزبيدي؛ إذ ادعيت أن رواية بيت الفرزدق:

وعض زمان يابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحتا أو مجرف

محرفة في ديوانه، وأن الصواب: "مجلف"٢.


١ لحن العوام للزبيدي ١٧٢.
٢ لحن العوام للزبيدي ١٣٩.

<<  <   >  >>