للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تتذبذب معها الأوتار الصوتية. والسين هي مرقق الصاد، والصاد هي مفخم السين.

وقد روي عن قبيلة طيئ أنها كانت تجهر الصوتين، أي تجعل الأوتار الصوتية، تتذبذب معهما، وقد دل اللغويون على هذا الجهر فيهما بقلبهما زايا، فقالوا: إن طيئا تقول في: سقر: زقر، وفي الصقر: زقر، وفي الصراط: زراط. والزاي هي المقابل المجهور للسين. أما المقابل المجهور للصاد، فهو الزاي المفخمة التي تشبه نطق العوام للظاء، في مثل كلمة: ظلم.

وأغلب الظن أن الطائيين كانوا ينطقون الصاد نطقا مماثلا لهذا النطق، غير أن اللغويين دلوا عليه بالزاي المرققة، لعدم وجود رمز للزاي المفخمة في الكتابة العربية، وإن كان هؤلاء اللغويون يتحدثون عما يسمونه بإشمام الصاد صوت الزاي، فقد قرأ كل من حمزة والكسائي وخلف ورويس قوله تعالى: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} ١، وقوله عز وجل: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} ٢ فإشمام الصاد زايا. وقد سمى ابن سينا هذا النطق: "الزاى الظائية" وقال عن نطقها: "يكون وسط اللسان فيها أرفع، والاهتزاز في طرف اللسان خفي جدا"٣.

ويزعم ابن الكلبي أن هذه الظاهرة تسمى: "الرسو" و"التمعدد"، وهو يفسر قول حاتم طيئ:

إلههم ربي وربي إلههم ... فأقسمت لا أرسو ولا أتمعدد


١ سورة القصص ٢٨/ ٢٣ وانظر: إتحاف فضلاء البشر ٢١٠.
٢ سورة الزلزلة ٩٩/ ٦ وانظر: إتحاف فضلاء البشر ٢٧٣.
٣ أسباب حدوث الحروف ١٩.

<<  <   >  >>